قفل ومفتاح بقلم يسر عيسى

قفل و مفتاح
توك تيك توك تيك توك تيك توك تيك
تك تك تك تك تك
اصوات دقات الساعه في كل مكان صوت رياح ظلام تبدبات قدم بشكل منتظم كضربات قلبك في بيت مهجور و معزول من سنين لسنين ينتشر عنه الاشعه المريبه
و لكنه تقرر جامعة النيل بالقاهرة الخاصة إقامة رحلة لهذا المكان كمكان استكشاف و تبدأ رحله البنات يحكوا لبعضهم اساطير مخيفه يضحكوا و يتمسخروا 
نوصل للبيت المهجور
تعلن المشرف انهم ينطلقوا و ياتوا بعد ثلاث ساعات
تسير رواندا مع صديقتها روان و إريكا
يمتلك رواندا للخوف حيث أن المكان مخيف
"هوا فعلا مفيش كلام الي قالوا البنات صح مش كدا ولا أنا....."
اجابتها روان
"اها باين صاحبتنا الشجاعه و الفتوه خوييييفه جدا....."
"لا مش خاوفه بس....."
ترد اريكا
"أنا قاريت في كتاب القرآن خاصتكم أن في جن "
تقول بصوت لتخيف رواندا
"فجايز يكون في جن"
تنظر لهم رواندا بخوف
"لأ...اكيد"
تجيبها روان مؤكدا
"في سورة باسمهم ابقي اقريها اسمها سورة الجن"
اخذوا يحكي لها عن الجن و القرين و الصراع الازلي و السحر الاسود و الأرواح الشريرة مما زاد خوف رواندا و كان شكل البيت مخيف و مهجورّ
و في غرفة اسفل اقدامهم
كان بها غرفة مقفوله منذ سنين كانت مصدر لصوت الأنين....كان يتجول الغرفة. التي يتخللها شعاع شمس دخل خلسه
قالتلي اريكا متحمسه
"عارفين إن في دور تحتينا و محدش راحوا"
ردت روان بحماس
"وااااو بجد طب يلا نروحوا"
بينما رواندا بخوف
"أنا....بقول....يعني...نروح للمشرف. أفضل"
رمقوها بنظره
-------------------------------------:--
في الطابق الاسفل حيث يعتمد ع ضؤ الشموع
قالت رواندا بصوت مهزوز
"أنا بردانه"
ردت روان
"دا من الخوف أجمدي"
مرا عليهم خمس لعشر دقايق بيتجولوا فجأة حست روان أنها عايزة تتذخل الحمام و كمان اريكا نفس النظام و طلبوا من رواندا تقف مكانها عالبال ما يروحوا عشر دقائق للحمام و كمان ما ضاعوش
كانت روان تقف عند تلك الغرفة الغربية التي يتوسطها شاب منذ سنين بدأت تسمع صوت و علا الخوف قلبها و خذت تتمتم و تسمع انين و قلبها يرتجف إلا بدون قصد لامس كف يدها كف يد مطبوع ع الباب و اصبحت بداخل دون ان تعرف لاتعلم كيف ولا نحن ايضا نعلم
وجدت الغرفه مظلمه ظنت أن الشعل اضفت
----------------------------------------------
خرجا صدايقتها من الحمام و اخذا يبحثان عنها و ظنا أنها طلعت للمشرف عشان هيا خوافه
--------------------------------------------
حست أن في خطوات بتجول
كانت تتمتم ببعض الايات و لكن لا يحدث شيء فالخطوات ثابته بل كانت تشعر انها بتقرب منها..تقرب. تقرب
"لو انت جن أنا أنا اسفه اني دخلت و حقك عليا.. "
اتها الصوت
"لو ما قابلتش اسفك.."
اتسع عينيها عندما سمعت جملته ظنت انه جن .....فسقطت ارضا
هلع من مكانه فاول مرة يدخل عليه أحد من سنين .
نزل لها
"يا انسه فوقي أنا انسان مش جن"
خشي أن تكون ماتت
"لالالا مش معقول تكون ماتت ...هوا أنا مش بعمل حاجه غير بموت"
حاول حاول بعد برهة من زمن افاقت
....عندما افاقت اخدت تصرخ بهلع و تتطلب منه البعد و أن لا يمسها تتمتم بآيات القرآن و لكن امسك يدها و كانت ترتجف بشدة كل جسدها يهتز و يرتجف اقترب منها و احتضتنها اشعرت بحراره جسده
"أنا إنسان مش جني"
اخذ يحرك يده ع ضهرها لتستكين
"أنا اسف...مكنش المفروض اسمحلك بدخول. اعذرني"
قالت
"ممكن توريلي وشك"
تغيرت لمساته و همساته و اصبحت حزينه
"بلاش دا عشانك"
"ارجووووك...بلييييز"
"بلاش مش عايزك تخافي....و كمان كمان..."
"و كمان ايه... "
"انتي اول بنت تدخل عليا....انتي مش خايفة اعملك حاجه"
"أول بنت اول بنت. لأ لو كنت عايز تعمل كنت عملت و أنا فاقدة الوعي"
"عارفة ليه عشان انتي مفتاح حياتي...أما أنا لو وريتك وشي هكون قفل لحياتك و ممكن تقضي حياتك هنا عشان استحاله تتطلعي من هنا"
اقتربت منه وضعت يدها ع كتفه
"بس أنا ما تعودش اكلم حد من غير ما شوفه"
و بعد عدة محاولات و محاولات دامت ربع ساعة
اراها وجهه المشوه التي اكلها النيران لم تتخيلوا ذلك الوجه المحروق محروق بشكل مخيف اتفزعت و هلعت روان كادت أن تموت...و جسدها ترتجف
"أنا قولتلك بلاش"
قالها بحزن عميق و فيه هروب و ثم تابع
"دا سبب يخليني اعتزل من خمس أو ست سنين هنا"
قال هذا لنتجه نظره الهلع التي رأها فوجه احترق منذ زمن اصبح كممسوخ مخيف أما أن يرعب اما يصبح محط سخريه أو شفقه
اشعرت رواندا كم هيا غبيه امام ذلك العمق من حالتهّ
"أنا ....."
"ارجوكي بلاش تشفقي عليا......و اسف مش هقدر اخليكي تتطلعي من هنا انتي عرفتي سري"
"يعني ايه...يعني مفيش جامعة بابا ماما اخواتي اصحابي"
"بسيطة الحل....شهادة وفاة"
"آه اذاي وفاة ليه"
قالتها في قلبها حزن و خوف و في عيونها ضعف و حزن
مما جعله يقترب منها و ربت ع ضهرها و احتضنها
"دا شروطي"
"هوا شروطك أنك تقتل بنت و هيا عايشه تحرمها من اهلها من حياتها...ليه"
"أنا اسف مش بايدي حاجه ..انتي المفتاح و أنا اقفل"
بعدت عنه مسحت دموعها
"لأ في احكلي ايه الي عمل فيك كدا"
تنهد بعمقّ
"من سبع سنين كنت واخد مراتي و ابني ع احتفال خاص بشركتنا و كمان بنتحتفل بعيد زواجنا الرابع و بعيد ميلاد مراتي و ابني كمان كان احتفال رائع و حماسي اقعدنا نلعب بكل حاجه حسيت أنا و مراتي أننا قد ابننا...و في طريق العودة كنت بسوق بسرعه رهييبه جدا.....لغاية فجأة وقود العربيه حصله مشكلة و البنزين بيسرب بصراحة اصحابي حذروني من سواقتها و قالوا لازم اغيرها عشان الوقود و لا حياة لمن تنادي عشان العربيه مقدرش أتخلى عنها مش موضوع عربيه موضوع عشره المهم فجأة العربيه ولعت مراتي و ابني ماتوا و دا الي حصلي و معرفش اذاي"
قالت و هيا متأثرة
" في شبابيك"
اجابها
"اه"
اخدت تفتح الشبابيك و تدندن. ...... .ازعجه الضؤ و الهواء اعجبته تدندنتها رائعه
"ممكن تمسعني انت مالكش ذنب فالحصل....و كمان كل واحد فينا عنده عيوب و مشاكل و لو اهتمنا بكلام الناس استحاله نعيش"
لم يفهم كلامهاّ
"قصدي الي أنت في برا ارادك مش انت الي اخترت فليه تتعب"
اخرجت تابها توري صور لناس مولوده معاقه و عيوب خلقيه و حققت نجاح باهر
"أنت لازم تتطلع للحياة و توجهها بكل قوتك و كمان الطب اتقدم دلوقتي ممكن تعمل عملية جراحية و تجمليه"
خاف من الفكرة و لكن اخذ يفكر فيها و لم تستلم رواندا أن تقنعه...و بعد مرور اقل من شهر في تلك الغرفة خرج وسام من عزلته ....خرجته كان يقابل الناس فتارة يرا الخوف و تارا يرا الشفقه و تارا السخرية كان يحاول يبعد و لكن طريقة دفاع رواندا عنه و حبها له جعله يتماسك و يواجه الحياة.. و بعد ثلاث اشهر في أمريكا وقف وسام بشكله الجذاب و الجديد
ابتسمت رواندا و أطلقت صفاره
"أنا قلبي هيوقف ياولا ايه الجمال ده أنا بقول ترجع ذي ما كنت عشان مالاقيش بنات تعاكسك"
"بتغيري"
تضربه ع كتفه
"لأ طبعا"
امسك يدها و اقترب منها
"تتجوزني"
قبل أن تنطق سمعت اصوات تصفيق
و خجلت و هزت رأسها موافقه


جروب بحر الخيال على الفيس بوك


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجميله والعنيد بقلم فايزة احمد

لن يذبل الورد بقلم ايمان زكريا

ابن الجيران بقلم سارة محمد