ومضت سنوات العمر بقلم فايزة احمد

أعلم أن نسيانك هو الأفضل....لكن الأفضل يؤلمني كثيرا
___________________ومضت سنوات العمر(١)_____________________
فى غرفة مظلمه يجلس رجل فى أوائل الثلاثينات من عمره،،يجلس حزين و شارد فى ذكريات الماضى و تائهه فى معنى كل كلمه من الاغنيه التى يستمع لها...((رفقا مولاتي رفقا اني اتنفس عشقا،،اااااه رفقا مولاتي رفقا اني اتنفس عشقا،،و يذوب كياني وجدا،،و يذوب فؤادي شوقا،،رفقا مولاتي رفقا اني اتنفس عشقا،،اخشى من فرط جنوني يؤتيني موجك غرقا،،اخشى من فرط هيامي يوما بغرامك اشقا،،لكن مع كل ظنوني لا ارجو منك عتقا،،لكن مع كل ظنونى لا ارجو منك عتقا،،ان ذهبت مني الدنيا الدنيا يكفيني حبك يبقا،،فعبيرك يا فاتنتي قد فاق الروضة عبقا،،فعبيرك يا فاتنتي قد فاق الروضة عبقا،،و جمالك يا سيدتي ملئ الدنيا ملئ الدنيا غربا يختال و شرقا،،و جمالك يا سيدتي ملئ الدنيا ملئ الدنيا غربا يختال و شرقا،،و انا لا املك الا ان اطلب منك الرفقا،،رفقا يا جنة عمري اني اتنفس عشقا،،و انا لا املك الا ان اطلب منك الرفقا،،رفقا يا جنة عمري اني اتنفس عشقا))...انتهت كلمات الاغنيه لكنه لم ينتهى من بحر ذكرياته فى الماضى و بالخصوص ذاك اليوم التى اعتبره اسوء ايام حياته لأنه فقد فيه حبيبته و معشوقته التى كان يعشقها بجنون و ايضا فقد اعز صديق له
فلاش باك....محمد:كنت عايزك فى موضوع مهم يا أيمن
أيمن:انا كمان عايزك فى موضوع ضروري بخصوص سلوى
محمد قطب حاجبيه:مالها سلوى!!
أيمن:بصراحه كده انا و سلوى بنحب بعض و كنت عايز اتجوزها انت ايه رأيك يا صاحبى؟!
محمد نزلت عليه هذه الكلمات كالصاعقه و تحدث بنبرة حزن:انت بتحب سلوى!!
أيمن:اه ليه فيه حاجه،،و مالك كده شكلك مصدوم،،لو تعرف عنها حاجه مش مظبوطه قولى!!
محمد بلهفه ممزوجه بحزن:لا لا مفيش و سلوى بنت محترمه ربنا يوفقكم مع بعض يا صاحبى،،الف مبروك
أيمن:الله يبارك فيك و عقبالك،،قولى بقا كنت عايزنى فى ايه!!
محمد بابتسامه حزينه:لا خلاص مفيش،،هروح مشوار كده و هابقا اكلمك بعدين،،سلام يا صاحبى...ثم احتضنه بقوه
أيمن:فى ايه يا عم انت مهاجر و لا ايه!!
محمد:لا مفيش يلا سلام بقا عشان متأخرش....فلاش ان
يقطع افكاره دخول حياة:انت اعد كده ليه في الظلمه يا محمد...ثم ضغطت ع زر الاضاءه...ايه ده انت بتشرب الهبابه دى ع الصبح،،حرام عليك ارحم صدرك شويه و اعصابك دى
محمد:صباح الخير يا حياة و ارحمينى من الموشح الصباحى ده
حياة:صدق انا غلطانه أنى خايفه عليك و ع صحتك
محمد:متخافيش عليا مش هموت يعنى من السجاير،،و هو اصلا الموت مش عارف ليه مش عايز يجينى
حياة:بعد الشر عنك يا حبييى،،حرام عليك انا ماليش غيرك فى الدنيا دى
محمد:ربنا يخليكى يا حبيبتى بس انتى ليكى جوزك و عيالك ربنا ما يحرمك منهم
حياة:و انت كمان ربنا ما يحرمني منك،،دا انت اخويا الكبير و سندى فى الدنيا دى،،و نفسى بقا افرح بيك
محمد ابتسم و طبع قبله ع راسها:ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتى،،بس ياريت تقفلى الموضوع ده
حياة:طب يلا قوم علشان تفطر و ألحق اجهزلك الغدا قبل ما انزل،،بقولك ما تتغدا النهارده عندى انت بقالك زمان ما اتغديتش عندى
محمد:خليها يوم تانى عشان عندى شغل كتير النهارده
حياة:طيب ربنا يعينك،،قوم بقا و سيب الهبابه اللى فى ايدك دى
___________________________________________________________
وصل محمد للشركه الخاصه به و دخل مكتبه و بعد وقت قصير دخل له سامح HR Maneger:صباح الخير يا فندم
محمد: صباح الخير يا سامح،،ها لقيت سكرتيره جديده؟
سامح:اه لقينا واحده و ال CV بتاعها كويس
محمد:طب هاتها عشان اشوفها بنفسى
سامح:حاضر
دخلت الفتاه و حضرت انترفيو مع محمد و وافق ع توظيفها سكرتيره له و أمر سامح يعمل لها عقد عشان تستلم وظيفتها،،عاد سامح بالعقد لمحمد لكى يوقع عليه و بعد أن انتهى محمد من توقيعه ع العقد انتبه للاسم فنظر للفتاه و صمت و عاد بذاكرته لعشر سنوات مضو من عمره بعيد عن حبيبته الوحيده
قطع تفكيره صوت سامح:فيه حاجه يا فندم!!
محمد انتبه لسامح:لا مفيش...ثم وجهه حديثه للفتاه...انتى اسمك رنا احمد عبد السلام زيدان!!
رنا:اه
محمد:من عيلة زيدان؟
رنا بدهشه و توتر خشيه من أن يكون هناك عداوه بينه و بين احد من عائلتها فتفقد وظيفه جيده مثل هذه:اه
سامح:فيه مشكله يا فندم؟!
محمد:لا مفيش،،اتفضلى يا انسه رنا روحى استلمى شغلك
خرج سامح و رنا التى استلمت وظيفتها كسرتيره خاصه لمحمد،،و ظل محمد جالس ع كرسيه شارد فى الماضى
___________________________________________________________
مرت الايام و حال محمد كما هو و لا يوجد جديد فى حياته،،اما رنا فكانت كل يوم يزيد اعجابها بمحمد و بدأت تشعر بقلبها بيدق بالحب له،،اما هو فكان لا يشعر بها فقلبه و عقله ليسو ملكه بل ملك إمراءه واحده هيا حبيبته و معشوقته التى احتلت قلبه منذ اكثر من ١٠ سنوات و لا يستطيع إخراجها من قلبه برغم انها كانت لا تبادله الحب بل كانت تحب صديقه،،فكان كلما يفكر فيها يحدث نفسه بأنها اكيد تزوجت صديقه و انجبت منه اطفال و تعيش فى سعاده مع حبيبها و أطفالها،،كان يعلم أنه ليس من المفروض أنه يفكر بها لانها ليست ملكه لكن لا يمتلك القوه فى طردها من ذاكرته فهو يتنفس عشقها فكيف له أن يطرد روحه من بين ضلوعه،،أيعقل ان إنسان عاقل يترك روحه تخرج بسهوله و يموت طبعا لا يعقل،،كان كل ما يمتلكه هو تمنياته له بالسعاده مع صديقه و كان يفعل ذلك و هو يتمزق من داخله،،ظلت الايام تسير كما هيا بقسوتها ع محمد فى وحدته بدون حبيبته و صديقه
___________________________________________________________
رنا تجلس فى مكتبها و رن هاتفها:الو...ايوه يا لولوا عامله ايه...قدام باب الشركه ليه... اوبا دا انا نسيت خالص المشوار ده...و لا قبلين يا فالحه اطلعى اعدى استنينى نص ساعه بخلص حجات مهمه للمدير و هستأذن منه أنى امشى...لالا مفيش مشاكل اطلعى بس يلا سلام
صعدت سلوى و جلست مع رنا فى مكتبها تنتظرها لتنتهى من أعمالها لتذهب معها،،بعد وقت قصير انتهت رنا من أعمالها و دخلت مكتب محمد لتعطى له الاوراق فرأته يستند برأسه للخلف ع الكرسى و مبحر فى افكاره و يبدو عليه الحزن و لم يشعر بوجودها
رنا بدهشه:مالك!!
محمد انتبه لها فاعتدل فى جلسته:مفيش حاجه،،انتى هنا من امتا؟
رنا:انا واقفه بقالى كتير و مستنيه و انت مش حاسس بيا
محمد:معلش كنت سرحان شويه،،خلصتى الملف اللى كان معاكى؟
رنا:و لإمتا هتفضل سرحان و مش شايفنى و لا حاسسنى؟
محمد ارمقها بنظره دهشه شديده و تجاهل هذا الكلام: خلصتى الملف؟
رنا: متهربش من سؤالى لإمتا هتفضل مش شايفنى و لا حاسس بيا؟
محمد بنفاذ صبر:انتى تقصدى ايه؟
رنا:انت فاهم قصدى كويس،،هتفضل كده لامتا؟!
محمد: حطى الملف اللى فى ايدك ده و روحى شوفى شغلك
رنا:حاضر بس ع فكره انا بحبك
محمد نظر لها بصدمه و صمت،،خرجت رنا من مكتبه و هي حزينه
سلوى:خلصتى هننزل؟
رنا:لا استنى لسه مقولتلوش هدخل شويه كده اقوله
سلوى:مالك عنيكى فيها دموع ليه
رنا:لا ابدا يا لولوا
سلوى:هتخبى عليا برضه!! دا انا بنت عمك و متربين سوا،،اينعم انا اكبر منك بكتير شويه بس كبرنا سوا و مبقاش لينا حد فى الدنيا الا بعض و عمى ربنا يخليهولى و يخليهولك
رنا:يارب بس بعدين ابقا اقولك مينفعش هنا
سلوى:طيب،،ادخلى خلصينا بقا خلينا ننزل
قبل ان تقوم رنا من مكانها خرج محمد من مكتبه و يبدو عليه العصبيه و تجاهل النظر لرنا و اتجهه للباب كى يخرج
سلوى عندما رأته اتفاجاءت و فى جزء من الثانيه عقلها اصبح شبه مغيب و عادت بذاكرتها لايام الجامعه و فى لمح البصر انتبهت لنفسها و لحقت به قبل ان يخرج و تفقده مره اخرى:محمد
محمد عندما سمع الصوت تجمد مكانه لأنه الصوت مألوف له،،نعم لقد مر عشر سنوات و لم يسمع صوتها لكنه دائما و ابدا لن ينساها و لا ينسا صوتها فهو يتنفس عشقها و هيامها فكيف له ان ينسا صوتها فهو يتذكرها بكل تفاصيلها لانها ليست فى ذاكرته فقط بل محفوره فى قلبه،،ظل متجمد مكانه و مستدير بظهره و أحس بالارض تدور من تحت قدميه و لا يقوى ع أن يلتفت و ينظر لها،،لكن الصوت عاد مره اخرى يناديه فاضطر أن يلتفت لها و بالفعل استدار ببطء و رفع نظره لها ببطء أكثر لأنه يخشا ضعفه أمامها و ان يفقد كل قواه فى السيطره ع نفسه و ع حبه و اشتياقه لها
اما رنا تقف مصدومه و تترقب كل هذا بصمت و دهشه و تنتظر ترى ماذا يحدث
استدار محمد و تقدم خطوه للامام فى اتجاه سلوى و ابتلع ريقه و اغمض عينيه لثانيه ليستجمع قواه و افاق من جموده ع صوتها






علم أن نسيانك هو الأفضل....لكن الأفضل يؤلمني كثيرا
__________________ومضت سنوات العمر(٢)_____________________

تقدم محمد خطوه للامام فى اتجاه سلوى و ابتلع ريقه و اغمض عينيه لثانيه ليستجمع قواه و افاق من جموده ع صوتها
سلوى بلهفه:عامل ايه يا محمد
محمد:انا كويس الحمد لله
سلوى:انت كنت فين طول السنين دى؟
محمد:ابدا سيبت اسكندريه و جيت استقريت هنا فى القاهره
سلوى بلوم و عتاب:ليه عملت كده،،ليه سيبتنا و بعدت عننا؟!
هنا تذكر محمد صديقه أيمن:مفيش حاجه،،المهم عامله ايه انتى و أيمن؟
سلوى:انا الحمد لله بخير إنما أيمن بقالى سنتين معرفش عنه حاجه بعد ما سافر امريكا
محمد اندهش من جملتها هذه لكن لن يهتم يفهم التفاصيل:اومال انتى ايه اللى جابك القاهره؟
سلوى:ابدا جيت اعيش مع عمى بعد ما بابا و مات اتوفو من ٣ سنين...ثم التفتت لرنا...ما هى رنا تبقا بنت عمى
انتبه محمد لوجود رنا:ربنا يرحمهم،،اه انا اخدت بالى من اسم العيله بس معرفش انها بنت عمك،،المهم زمانك الوقتى عندك اطفال من أيمن
سلوى ابتسمت:هو انت مشيت و سيبتنا عشان كده!!
محمد نظر لها بدهشه
سلوى:انا و أيمن متجوزناش
محمد شعر بأن روحه عادت له من جديد لكن سرعان ما تذكر أنه من الممكن أن تكون تزوجت من رجل اخر و ايضا أصابته الدهشه لماذا لم يتزوجو فنظر لها و عينيه تحكى أسئله كثيره
سلوى:ممكن نروح نعد فى اى مكان و انا افهمك و اجاوبك ع اسئلتك
محمد:ماشى اتفضلى
إستدارت سلوى لرنا و استأذنت منها انها ستذهب مع محمد و ألغت مشوارهم ثم ذهبت مع محمد و تركت رنا فى صدمتها و حيرتها فى نفس الوقت
___________________________________________________________
فى كافتيريا يجلس محمد مع سلوى و ينظر لها خلسه لانه اشتاق لكل ملامحها التى لم تتغير كثير عن زمان و ايضا ينتظر إجابة لكل أسئلته التى تحيره
سلوى قطعت هذا الصمت:محمد هو انت زمان سيبتنا و مشيت عشان أيمن قالك اننا بنحب بعض؟!
محمد تنفس بعمق و حزن و تحدث بنبرة حزينه:متجوزتوش ليه و انتى اتجوزتى غيره ليه طالما كنتم بتحبو بعض؟!
سلوى:انا متجوزتش اصلا لا أيمن و لا غيره
محمد قطب حاجبيها:ليه!!
سلوى:انا بحب واحد بس هو اللى فى قلبى و من يوم فراقه عنى و انا اخدت عهد ع نفسى مفيش واحد غيره هياخد مكانه فى قلبى و لا هتجوز غيره حتى لو اعدت عمرى كله من غير جواز
محمد نظر لها بدهشه شديده و صامت
سلوى:مش عايز تعرف هو مين!!
محمد ابتلع ريقه:اومال أيمن ليه قالى كده!!
سلوى:كان هزار
محمد بعصبيه:نعممم
سلوى ارتبكت عندما رأت عصبية محمد
محمد بعصبيه:هو ايه ده اللى هزار،،سكتى ليه ما تتكلمى
سلوى:اهدا يا محمد احنا فى مكان عام
محمد:ممكن افهم ايه ده اللى كان هزار!!
سلوى بتعلثم فى الكلام خوف من رد فعل محمد بعد سماعه حديثها:اصل انا و أيمن اتفقنا نهزر معاك شويه و نعمل فيك المقلب ده و نشوف رد فعلك ايه،،و مكناش نعرف انك هتسيبنا و تبعد عننا لما تسمع كده
محمد بصدمه:اتفقتم ع مقلب و هزار!!
سلوى:محمد والله انا...
محمد قاطعها بحده:انتى ايه هااااا،،انتى عارفه بهزاركم ده عملتى ايه؟!
سلوى:محمد انا بحبك و كنت عارفه انك بتحبنى،،كنت عايزاك تتحرك و تدافع عن حبنا فاتفقت مع أيمن ع كده و هو ساعدنى عشان بيحبك و بتمنالك تتجوز اللى بتحبها
محمد باستهزاء:و انتى كنتى متخيله انا هقف قدام صاحب عمرى و امنعه يتجوز اللى بيحبها و بمنتهى البساطه اخدها منه!!
سلوى:مكنتش اعرف انك سلبى و هتعمل كل ده،،انا كان قصدى اخليك تحافظ ع حبنا
محمد:انا اخترت اقصر الطرق أنى ابعد لان هو قالى انكم بتحبو بعض و انا مكنش ينفع افرقكم عن بعض عشان نفسى كنت هابقا انانى و فى نفس الوقت مقدرش افضل فى وسطكم و انا شايف انكم هتتجوزو،،انا بشر مش ملاك كان غصب عنى هغير منه و هفكر فيكى دايما و مكنتش هقدر انساكى و كده هابقا بخون اعز صديق ليا،،انا سيبتكم عشان يفضل جوايا ذكريات صداقتى معاه نضيفه زى ما هيا مكنش ينفع اعكرها بتفكيرى فى مراته او غيرتى منهم انا مكنش ينفع اخونه حتى لو مش خيانه صريحه بس يكفى تفكيرى فى مراته
سلوى:انا اسفه أنى مقدرتش افهمك صح بس والله بحبك و لغاية اللحظه دى بحبك و مقدرتش انساك و كل يوم كنت بلوم نفسى ع غلطتى دى
محمد:اعمل ايه بأسفك ده و لا لومك لنفسك،،انتى ضيعتى مننا احلى سنين عمرنا و احنا مفترقين عن بعض و أيمن صاحب عمرى اللى افترقت عنه بسببك،،انا مش عارف اقولك ايه ع سنين العذاب و الوحده اللى عيشتهالى،،الوحده و انا بعيد عنك و عنه و عذابى لان مقدرتش انساكى و كنت بتعذب كل ما افكر اد ايه انتم عايشين فى سعاده مع بعض،،والله بجد حرام عليكى اللى عملتيه فيا ده و فى نفسك كمان
سلوى: سامحنى والله انا اسفه
محمد:و انا كمان اسف مش قادر اقبل اسفك،،اعمل بيه الوقتى الاسف ده!! هيداوى سنين عمرى اللى ضاعت منى و انا بموت فى كل لحظه بعيد عنك و عن ايمن!!
سلوى بحزن و توسل اليه:قولى اعملك ايه عشان تسامحنى ع غلطتى دى؟
محمد نظر لها بضجر و قام من ع كرسيه:مش عايز منك حاجه...ثم ذهب و تركها و هى تلوم و تلعن نفسها لانها هى من تسبب فى كل هذا
___________________________________________________________
فى المساء جلست سلوى مع رنا و قصت لها عن قصة حبها لمحمد و عن سبب فراقهم طوال هذه السنوات و رنا تستمع لها بصدمه و حزن فى قلبها و لم تستطع أن تنطق بكلمه،،بعد أن انتهت سلوى من حديثها ذهبت رنا لغرفتها و ظلت طوال الليل شارده و حزينه ماذا تفعل فى هذا الوضع،،فمن أحبته و دق قلبها بحبه اتضح لها أنه حبيب ابنة عمها و هو ايضا يحبها و كان هذا سبب عدم شعوره بها لأنه يكن فى داخله حبه الذى لم ينساه
اما سلوى ظلت تفكر كيف تعتذر لمحمد عن ما حدث فهى تعلم غضبه فإنه شديد الغضب....فلاش باك....
سلوى واقفه امام باب الجامعه منتظره صديقتها،،أتى شاب و ظل يضايقها بكلامات سخيفه و هى صامته و حاولت أن تذهب من أمامه لكنه ظل يلاحقها بكلماته السخفيه،،و فى نفس اللحظه أتى محمد و امسكه بقوه و أبعده عنها و ظل يلكمه فى وجهه بعنف و حاول مجموعه من الشباب أن يبعدوهم عن بعض لكن محمد كان عنيف فى ضربه لذلك الشاب و كاد أن يموت بين يديه لولا تتدخل الجميع و ابعدوه عن ذلك الشاب....فلاش ان
سلوى تحدث نفسها بصمت:اعمل ايه بس معاه عشان أنهى الموقف ده،،محمد عصبى و متنرفز ع الاخر منى،،يارب ساعدنى بكره و انا بحاول معاه...ثم خلدت للنوم بعد تفكير طويل
___________________________________________________________
فى صباح اليوم التالى ذهبت سلوى لشركة محمد و دخلت له مكتبه و عندما رأها تجاهلها و ظل ينظر للاوراق التى أمامه
سلوى:صباح الخير يا محمد
محمد بدون النظر لها:صباح النور
سلوى جلست و ظلت تنظر له و هو غير مهتم:محمد
محمد:نعم
سلوى:هتفضل زعلان كده كتير؟!
محمد ترك الاوراق و نظر لها:يعنى الغباء اللى انتى فكرتى فيه و عملتيه و ضيعتى بسببه عشر سنين من عمرنا و احنا متفرقين و بنتعذب شايفاه عادى و بسيط!!
سلوى:انا معترفه أنى غلطت و كنت غبيه و اعدت السنين دى كلها ندمانه و بلوم نفسى ع غلطى ده،،بس كل السنين اللى فاتت و انا بعيد عنك مقدرتش تخلينى انساك،،انا لسه بحبك زى الاول و اكتر كمان
محمد تنفس بعمق و ظل صامت لدقائق ثم تحدث:و انا والله بحبك بس زعلان منك
سلوى ابتسمت:بجد يعنى انت لسه بتحبنى!!
محمد:انتى شايفه ايه؟!
سلوى بهزار:شايفه واحد مكشر و مش مبسوط خالص لما شافنى قدامه
محمد:عشان زعلان منك
سلوى:بس سامحتنى صح!!
محمد:مقدرش مسامحكيش دا انتى حب عمرى كله،،انا عايش بس فى الدنيا دى عشان بتنفس حبك و عشقك،،انا عايش بس عشان قلبى بينبض باسمك و حبك
سلوى ابتسمت و لمعت عينيها بالدموع:انا اسفه
محمد:مالوش لازمه الاسف ع حاجه فاتت من سنين خلينا فى الحاضر و المستقبل
___________________________________________________________
فى الخارج تجلس رنا و هى شارده و تحدث نفسها بصمت:اعمل ايه ياربى،،يعنى يوم ما قلبى يدق لراجل ميدقش الا لده،،سلوى بتحبه و ضاعت سنين عمرها و هيا بتتحسر و بتندم ع انها ضيعته منها،،و هو كمان لسه بيحبها و لا مكنش اعد طول السنين دى من غير ما يكون فيه واحده فى حياته و كمان لما قولتله بحبك تجاهلنى خالص و لا اتهزيت فى شعره واحده،،انا مينفعش اكون بينهم و لا اقف فى طريقهم او احارب عشان افوز بيه لان ببساطه هابقا خسرانه و هو اصلا قلبه مش معايا،،انا اتسرعت لما قولتله كده و لازم اصلح الغلط ده لما سلوى تمشى هدخل اتكلم معاه بس يا ترى هو هيقولها و لا هيسكت!!...قطع تفكيرها صوت سلوى
سلوى:مالك يا رورو سرحانه فى ايه؟
رنا انتبهت لها:ابدا كنت بفكر فى حاجه فى الشغل كده
سلوى بهزار و لؤم:شغل برضه!!ماشى هعديها بس بليل لازم تحكيلى،،انا همشى الوقتى عشان معطلكيش،،سلام يا حبيبتى
رنا:سلام...بعد أن غادرت سلوى حدثت نفسها...شكل محمد مقالهاش حاجه لانها طبيعيه خالص،،انا هدخل اتكلم معاه...قامت و ذهبت له
___________________________________________________________
رنا دخلت مكتب محمد:ممكن اتكلم شويه
محمد:تعالى اعدى
رنا جلست و ظلت صامته و لا تعرف كيف تبدء الحديث او تعتذر له
محمد قطع هذا الصمت:انا عايز اقولك كلمتين،،ممكن تسمعينى
رنا اتشجعت انها تتحدث:معلش ممكن انت تسمعنى الاول
محمد صمت و انتبه لها حتى يستمع لحديثها
رنا بتعلثم:انا كنت عايزه أتأسفلك ع تهورى و اندفاعى فى اللى قولته امبارح،،انا فكرت مع نفسى بعد ما سمعت من سلوى حكايتكم لقيت أنى مينفعش اقف قدام سعادة بنت عمى اللى هيا اكتر من اختى و كمان انا عارفه أن قلبك مش هيبقا ليا و قريت فى عنيك اد ايه انت بتحبها،،انا اسفه ع غلطة امبارح و اوعدك مش هتتكرر و انت من هنا و رايح مديرى و بس
هذه الكلمات ألجمت محمد عن النطق
رنا:معلش هاطلب طلب منك
محمد:انا مقولتش لسلوى حاجه و مش ناوى اقولها
رنا:انا متشكره ليك و ربنا يسعدكم مع بعض هيا اتعذبت كتير بسبب غلطتها انها فرقتك عنها من غير قصدها
محمد:ان شاء الله ربنا يكرمك بواحد يحبك الحب اللى انا حبيته لبنت عمك
رنا ابتسمت:هروح اكمل شغلى،،عن اذنك
محمد:اتفضلى...و بعد أن غادرت استرخا بظهره ع كرسيه و تنفس الصعداء كأن روحه عادت له من جديد او أزيح جبل من ع صدره،،نعم فهو هدأت نفسه بعد سماعه لكلمات رنا
___________________________________________________________
بعد مرور ايام دخل سامح لرنا:ازيك يا أنسه رنا
رنا:الحمد لله
سامح:كنت عايز اتكلم معاكى شويه،،بس ممكن بعد ما تخلصى شغلك نعد فى اى كافتيريا لان الموضوع خاص
رنا بدهشه: اوك
ذهب سامح لعمله و مر اليوم و رنا بتفكر يا ترى سامح عايز منها ايه
___________________________________________________________
سامح و رنا جالسين فى كافيتريا فى صمت،،بعد فتره قطع هذا الصمت
سامح:انا هدخل فى الموضوع عالطول من غير مقدمات،،بصراحه كده انا بحبك من فتره و اترددت كتير أنى افاتحك فى الموضوع لكن النهارده اتشجعت و قولت لازم اصارحك بحقيقة مشاعرى
رنا فى حالة صمت
سامح:عارف أنى فاجائتك و مش مستنى منك رد حاليا،،خدى وقتك و فكرى كويس بس عايزك تعرفى أنى بحبك و بتمنا توافقى ع ارتباطنا لان انتى اللى بحلم اكمل معاها مشوار حياتى للاخر
رنا أؤمات رأسها بالقبول:اوعدك أنى هفكر
ظلو جالسين لوقت قصير يتحدثون ثم ذهبو بعد ذلك
___________________________________________________________
رنا ظلت ايام تفكر فى كلام سامح فى حيره و لا تستطيع اتخاذ قرار و اخيرا قررت الموافقه ع الارتباط بسامح و أخبرت سلوى الذى فرحت لها كثيرا و اخبرتها انها اتفقت مع محمد ع مواعيد لكتب كتابهم فى وقت قريب لان محمد رفض أن ينتظر اكثر من ذلك لأن يكفى ما مضا من عمرهم و هما مفترقان
محمد ظل يبحث عن صديقه فى امريكا و فعلا توصل له عن طريق اشخاص يعرفهم هناك،،تحدث معه ع الهاتف و طلب منه العوده مره اخرى ليحضر زواجه من سلوى و تعود صداقتهم مره اخرى،،و بالفعل أيمن عاد مره اخرى
جاء موعد زواج محمد و سلوى و بالفعل تم الزواج و اصبح الحبيبان العاشقان ملكا لبعض بعد فراقهم عن بعض سنوات كثيره
رنا و سامح تمت خطبتهم و بعد الخطبه رنا اكتشفت حب و حنان سامح تجاهها و مميزاته الجميله فأحبته كثيرا
اما أيمن فالتقى بفتاه و اعجب بها و بدء قلبه ينبض لها و قرر الارتباط بها
__________________________النهايه____________________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجميله والعنيد بقلم فايزة احمد

لن يذبل الورد بقلم ايمان زكريا

ابن الجيران بقلم سارة محمد