لن يذبل الورد بقلم ايمان زكريا
الحلقة الأولى
وقفت قدام باب بيتنا وقصاد زحمة الشوارع ومرور السيارات وحديث الناس فالكل ملهي بحياته الخاصة وهموم جبالها التي تمتلأ بحصى المشاكل ....واصوات تخاطبهم الذي تضج عاليا وتحدث نوعا ما ضجيجا مؤذي لاذني....وكنت انتظر صديقتي بيري صفة اكرهها فيها بالرغم من انها اقرب الصديقات الي هي ان ليس لها مواعيد تتأخر كثيرا ولا تعير الوقت اي اهتمام عي صحبتي منذ ايام الجامعة عائلتها مغتربة وهي تعيش هنا في مصر مع اخيها فقط ......لمحتها من بعيد وهي تركن عربتها على اول شارعنا حاولت تصنع الضيق والتهكم لتشعر بما فعلته.....
اجابتني بفرحة وابتسامة ملئت شفتيها:ازيك يا هوبا صباح الخير يا حبيبتي
تصنعت الضيق واجبتها بصرة وجه:كويسة الحمد لله
رددت علي باستفهامات في وجهها:مالك يا هبة انتي زعلانة مني ولا حاجة ومال وشك مكشر كدا ليه مش عاويدك يعني
رديت بعصبية شوية:يعني انتي مش عارفة بصي في ساعتك يا استاذة احنا متفقين على الساعة السبعة الساعة دلوقتي تمنية الا ربع واكيد هنلقى التقديم قفل ومش هنلمنا اي شغلانة ونقعد عطالة
قالت لي ببرود اعصاب كعاتها المعتادة:عادي يا حبيبتي هنلحق الوقت لسا ماضعش ممكن نلحق في اسرع وقت يلا انتي بس نركب عربيتي عشان نوصل بدري
نظرت اليها كي تغير كلامها الذي تقوله ففهمتني وردت:ما يا هبة احنا لو رحنا بالميكروباس مش هنوصل دلوقتي وهنتأخر وهتحصل مليون مشكلة فالاحسن نركب عربيتي الجميلة المكيفة دي ونوصل بدري
اجبتها بثقة:بس انتي عارفة يا بيري اني بحب اركب الميكروباس ومتعودتش اركب غيرو وبعدين عايزانا نروح اول يوم شغل لينا بعربية اصلا مش بتاعتنا عشان بس نتمنظر بيها
قالتلي:عادي يا هبة مهي عربية معتز اخويا يعني مش حد غريب وبعدين عشان يحسوا اننا ولاد ناس ومتربين كويس ومن طبقة كلاس
رددت عليها بتكبر قليل لاوريها غباءها:يعني يا فالحة هو اللي ابن ناس ومتربي لازم يكون عندو عربية ولبسو غالي ما عادي احنا متربين احسن تربية ما عندناش حاجة من دول يا حبيبتي دي كلها مظاهر الاصل اللي جوا الروح اهم من الجسد والخاطرة التي تخرج من القلب اهم بكثير من مؤلفات تكتب من اجل المال
اجابتني بتنفر مما اقول:ايه يا بنتي الكلام دا نفسي اعرف بتجيبيه منين اهي الروايات دي هيا اللي مبوظا علاقتي بيكي .....قولي كلام واضح اقدر افهمو بدل لعبة الاستنتاج اللي بتلعبيها معايا من الايام الجامعة
رددت وانا انظر في الساعة:ينهار اسود الوقت اتأخر اووي يلا بطلي رغي يا ساتر عليكي......
واشرت الى امي التي كانت تقف في شباك غرفتي فكما اعتادت منذ ان كنت صغيرة لابد ان تشير الي قبل ان اذهب وحين اعود ايضا اراها واقفة تستقبل مجئي
واشرت الى امي التي كانت تقف في شباك غرفتي فكما اعتادت منذ ان كنت صغيرة لابد ان تشير الي قبل ان اذهب وحين اعود ايضا اراها واقفة تستقبل مجئي .......انا وبيري خريجين هندسة معمارية من يجي سنتين قدمنا في شركات كتير بس متقبلناش عشان بفعل الواسطة بتتقفل فرص العمل وبتكون حكر على فئة معينة .....بس النهاردة رايحين لشركة مقاولات كبيرة جدا من اكبر الشركات في مصر وكانت معلنة عن فرص عمل في الجرنان وقدمنا واتصلوا بينا وقالو انهم هيعملو معاينة بسيطة .....مالك الشركة توفى من كذا سنة واللي ماسك الشركة ابنو بجد نفسي اعرف اسمو مش معلنين عنو في اي حتة كان نفسي اروح واندهو باسمو واقولو اني معجبة بادارتو جدا وكدبتين كدا الدنيا تمشي بس يلا مليش في الطيب نصيب.....ركبنا الميكروباس وكعادتها كان مزدحمة لدرجة تفوق الوصف وكان الضيق يرتسم على وجه بيري وتنفخ بين الحين والآخر حتى تحدثت وقالت:مش كنا ركبنا عربية معتز بدل الشحتطة اللي احنا فيها دي والتلزيق دا .....
اجبتها باحتقان:بيري متكلمنيش في الموضوع دا تاني انتي فاهمة انا قلت كلمتي من امبارح وانتي وافقتي مفيش داعي كل شوية تتكلمي فيه وادينا وصلنا اهو يلا انزلي.......
نظرت الى المبنى من الخارج كان ضخما وكبيرا جدا يخطف الاعين ويجعل القلوب اسرى لها يبدو كأنه منجز معماري بني من اجل التأمل فيه وليس للعمل به....كيف سيكون فترة عملي به اتمنى ان ان تكون خير معين لي في حياتي وتنعمني بحسن الاصدقاء وطيب المعشر للجميع ......دخلنا من الباب وتأملنا الداخل فانه يفوق الخارج من حيث الفخامة والجمال وبريق الاثاثات وغلاء المكاتب وهمة الموظفين فالكل مشغول بعمله وكان الاستقبال شديد الزحمة لكثرة المقدمين الى الوظائف انتظرنا ساعات طويلة يتم ادخال كل واحدة ورفيقتها وان كان رجل فهو وزوجته او امه وهكذا ....طال جلوسنا حتى نده على اسمائنا دخلنا امام الرؤساء الثلاث كان رئيس مجلس الإدارة صغير في السن يعني يبدو كأنه في بداية الثلاثينات كانت ملامحهو ليست بالغريبة علي كأني التقيت به قبل هذا الحين ظللت اتأمله متمنية ان ينظر إلي لاحدد ملامحه رفع عيناه ونظر إلي واصابته الحيرة انزلها مرة اخرى وقرأ اسمي الذي يوجد بالسيرة الذاتية اندهش جدا وتطايرت عيناه واحمر وجههه اصابني بالحيرة والاستغراب .....قلت له بتردد :في حاجة حضرتك انا هبة عبد العزيز النجار خريجة هندسة معمارية لو في حاجة قلي......
.....قلت له بتردد :في حاجة حضرتك انا هبة عبد العزيز النجار خريجة هندسة معمارية لو في حاجة قلي......
ازدادت حيرتي بعد ان قلت له تلك الكلمات وقلت دهشته عندما نطقت اجابني: هبة ازيك عاملة ايه
لم اعرف ما الذي حدث تغيرت ملامح وجهه ارتسمت البسمة على وجهه وبدلت وجناته باسهم كادت ان تخترق عميق جوارحي اجبته باستفهامات كثيرة كتبتها جفون عيني:اهلا بحضرتك بس سوري متعرفتش بيك قبل كدا
انتا تعرفني
-اجابني:ايه يا هبة انتي مش فاكراني انا ادهم ....ادهم النشوءاتي
-تملكتني الدهشة وقفت صامتة وصامدة لمدة طويلة من الزمن ثم قلت له بعد ان تذكرته:ايه دا ادهم مش ممكن ازيك عامل ايه والله زمان
-الحمد لله ااااه اديني عايش انتي عاملة ايه وايه اللي جابك هنا اصلا
-الحمد لله. ....هكون جاية ليه يعني بقدم للشغل عايزة اشتغل
-ابتسم ابتسامة غريبة:انتي لغاية دلوقتي ملقتيش شغل يا حرام
-ايه دا انتا بتتريق ولا انا بيتهيألي
-لا مش بتهيألك انا فعلا بتريق .....(ضحكنا من اعماقنا ارتفعت اصوات حديثنا تذكرت ايام طفولتنا سويا كنا نسكت جوار بعضنا البعض كان منزله الى الامام قليلا من منزلي نذهب الى المدرسة سويا كان اوسم الاولاد في حارتنا كانت ملامحك مليئة بالبراءة....فما اجمل الماضي عندما يلونه انسان يشع براءة في صغره ويتوهج وسامة عند الكبر .....لازلت الى يومي هذا لم اخبرك باعجابي بك ولازلت انت كذلك لا تجرؤ ان تقول لي كلمة حب او اعجاب ايسيطر علينا الغرور ام الكبرياء لا ادري )
اتذكر انه مرة واحدة فقط بانه قال لي كلمة جميلة كانت ذاك اليوم اخر يوم في امتحانات اخر السنة فلقد كنت مختفية لانشغالي بالمذاكرة رحتلك البيت كنت تقريبا في سادسة ابتدائي وانتا في تانية اعدادي كان الفرق بينا مش كبير.....يومها كنت مشتاقة ليك جدا بس مقدرتش اقولك امكن خجلي وحياءي منعوني من كدا ....
-الامتحانات كانت ازاي سهلة ولا صعبة
-والله ماكنتش صعبة امكن عشان انا مذاكرة كويسة انتا عارفني لهلوبة في القراية
-لا ابدا شايفك عادية خالص.....تلاقيها هيا اللي جات ساهلة بس تتمنظري على الفاضي
-نظرت لك يومها بحدة كنت دائما تحاول احباطي ان تجعل جميع ما اشعر به خاطئا وان الذي ترغب به هو الصحيح قلت له ببرودي المعتاد:جايز...احتمال كبير
كنت اعجب بنظرته تلك بعد اجاباته كان ينظر الي بابتسامة اعجاب وانبهار يملأها عبارات حب مدفونة بداخلها بصلي وقت طويل كان محضر كلام كتير يقولهولي بس لما قابلني نسي كل حاجة ....قرب مني شوية وهمسلي في وداني:
وحشتيني .....وحشتيني اوووي
احسست حينها ان دقات قلبي تزداد ومناعتي تتحطم وجسدي يكاد ينهار لطالما سمعتها من صديقاتي بيري ورباب وداليا بس عمري ما كنت اتصور اني لما اسمعها من الجنس الآخر ومنو بالتحديد هتكون باللذة والدهشة دي .....وقتها سكت معرفتش اجاوب بايه لساني اتجمد وحروفي تقلة جدا احساسي اني عايزة ارد عليه واني مكسوفة ومتلخبطة وفي نفس الوقت مش عايزة احرجو ولا احسسو بالندم انو قالهالي .....
إمكن الشعور المتناقض اللي بتتجمع فيه مشاعر مختلفة مريحة...مهيبة....مفرحة.... محزنة ما بتتواجد الا في اوقات امتلاء القلب بالشوق والحيرة وقتها بس بنحس بالتوهان والسرحان وعدم قدرتنا على تفسير ما يحدث لنا........
كنا زمان انا وادهم بنحب جدا نقرأ القصص والكتب الترفيهية كنا بنقضي الاجازات كلها واحنا بنمثل ابطال القصص ونعيش في المضمون لابعد حد ....بتخيل الشخصية بكل ملامحها ونطير بيها في عالمنا الخاص الحروف بتخطفنا بترتيبها والجمل بتأسرنا بتناسقها ونغمتها اللي بتعزف على ودانا اجمل لحن ...لحن حب..صداقة...براءة...وامتنا ن...
كنا بنخجل من بعض جدا لما بتتخلل سطور القصة اللي بنمثلها لحظات رومانسية ...امكن لغاية دلوقتي بحس ان الرومانسية ما هي الا توهمات يعيشها منافقين لا اكثر احساسي دا كل يوم بيؤكد لما اقرا قصة حب في اي رواية دايما بتكون النهاية مأساوية ...قاتلة..وحارقة بالنسبة للطرفين ...طرف بتتدمر مشاعرو واحاسيسو والطرف التاني بتنهار افكارو ويتحطم عقلو وبيفضل متعلق في وسادة الماضي...
وقفت مسافة طويلة بستذكر فيها ذكريات حية ومراوداني في كل حين ذكريات ادفنت جوايا بس عمري ما نسيت ولا حاجة منها وجودها شامخ جوايا حاضر في كل وقت لأن صعب جدا على الانسان انو يمحي تاريخ حافل بنعومة كهذه .....اغلبية الناس كانت بتفتكر انو الماضي عند استذكاره بيرجع لنا الاحزان والمواجع وبيذوقنا الالم اللي كنا فاكرين اننا نسيناه....بس انا عكسهم لغاية دلوقتي مؤمنة انو اجمل واروع ما في العقل هو اختزانه للحظات تحمل لنا التغيير الابدي والسعادة المرجوة ...فليس كل الذكريات تميت فمنها ما يحي داخلنا بقايا حب كادت ان تهدر مع قساوة الزمن..
طال حديثنا الذي لم يكن فيه حروف الا قليلة فالهزار كان سيد كﻻمنا الاول ....فكرتني بايام طفولتنا الممزوجة بالطرافة التلقائية والمداعبة النابعة من اعماق قلوبنا لان مفيش اجمل من العفوية الصادقة بين الاصدقاء بتكون بالنسبة لينا رابط قوي بتدعم العلاقة الدافئة اللي احنا بنتغلغل في جذورها......
كنت اراقب من الناحية التانية تلك الابسامات الساكنة والهادئة بين بيري وصديق ادهم كانت عيناهما تتحدث عن الاعجاب ببعضهم وقفت براقبهم بعيوني لأن الظاهر ان كل قناعات بيري تحطمت كانت بتقول ان الصداقات هيا ضياع وقت مش اكتر .......
-بس تصدقي يا هبة شكلك اتغير جدا معرفتكيش غير من الcv
-والله يعني ولا حتى ملامح صغننة
-ابتسم بنعومة:تبقي غبية لو صدقتي اني معرفتكيش من صوتك وملامحك الناعمة الجياشة والجميلة انا اه قابلت في حياتي بنات حلوة كتير بس عمر ما وحدة علمت فيا غيرت شخصيتك انطبعت جوايا واترسمت جامد
-ابتسمت بخجل:اهااااا دا انتا بتعرف تغازل اهو
وقفت قدام باب بيتنا وقصاد زحمة الشوارع ومرور السيارات وحديث الناس فالكل ملهي بحياته الخاصة وهموم جبالها التي تمتلأ بحصى المشاكل ....واصوات تخاطبهم الذي تضج عاليا وتحدث نوعا ما ضجيجا مؤذي لاذني....وكنت انتظر صديقتي بيري صفة اكرهها فيها بالرغم من انها اقرب الصديقات الي هي ان ليس لها مواعيد تتأخر كثيرا ولا تعير الوقت اي اهتمام عي صحبتي منذ ايام الجامعة عائلتها مغتربة وهي تعيش هنا في مصر مع اخيها فقط ......لمحتها من بعيد وهي تركن عربتها على اول شارعنا حاولت تصنع الضيق والتهكم لتشعر بما فعلته.....
اجابتني بفرحة وابتسامة ملئت شفتيها:ازيك يا هوبا صباح الخير يا حبيبتي
تصنعت الضيق واجبتها بصرة وجه:كويسة الحمد لله
رددت علي باستفهامات في وجهها:مالك يا هبة انتي زعلانة مني ولا حاجة ومال وشك مكشر كدا ليه مش عاويدك يعني
رديت بعصبية شوية:يعني انتي مش عارفة بصي في ساعتك يا استاذة احنا متفقين على الساعة السبعة الساعة دلوقتي تمنية الا ربع واكيد هنلقى التقديم قفل ومش هنلمنا اي شغلانة ونقعد عطالة
قالت لي ببرود اعصاب كعاتها المعتادة:عادي يا حبيبتي هنلحق الوقت لسا ماضعش ممكن نلحق في اسرع وقت يلا انتي بس نركب عربيتي عشان نوصل بدري
نظرت اليها كي تغير كلامها الذي تقوله ففهمتني وردت:ما يا هبة احنا لو رحنا بالميكروباس مش هنوصل دلوقتي وهنتأخر وهتحصل مليون مشكلة فالاحسن نركب عربيتي الجميلة المكيفة دي ونوصل بدري
اجبتها بثقة:بس انتي عارفة يا بيري اني بحب اركب الميكروباس ومتعودتش اركب غيرو وبعدين عايزانا نروح اول يوم شغل لينا بعربية اصلا مش بتاعتنا عشان بس نتمنظر بيها
قالتلي:عادي يا هبة مهي عربية معتز اخويا يعني مش حد غريب وبعدين عشان يحسوا اننا ولاد ناس ومتربين كويس ومن طبقة كلاس
رددت عليها بتكبر قليل لاوريها غباءها:يعني يا فالحة هو اللي ابن ناس ومتربي لازم يكون عندو عربية ولبسو غالي ما عادي احنا متربين احسن تربية ما عندناش حاجة من دول يا حبيبتي دي كلها مظاهر الاصل اللي جوا الروح اهم من الجسد والخاطرة التي تخرج من القلب اهم بكثير من مؤلفات تكتب من اجل المال
اجابتني بتنفر مما اقول:ايه يا بنتي الكلام دا نفسي اعرف بتجيبيه منين اهي الروايات دي هيا اللي مبوظا علاقتي بيكي .....قولي كلام واضح اقدر افهمو بدل لعبة الاستنتاج اللي بتلعبيها معايا من الايام الجامعة
رددت وانا انظر في الساعة:ينهار اسود الوقت اتأخر اووي يلا بطلي رغي يا ساتر عليكي......
واشرت الى امي التي كانت تقف في شباك غرفتي فكما اعتادت منذ ان كنت صغيرة لابد ان تشير الي قبل ان اذهب وحين اعود ايضا اراها واقفة تستقبل مجئي
واشرت الى امي التي كانت تقف في شباك غرفتي فكما اعتادت منذ ان كنت صغيرة لابد ان تشير الي قبل ان اذهب وحين اعود ايضا اراها واقفة تستقبل مجئي .......انا وبيري خريجين هندسة معمارية من يجي سنتين قدمنا في شركات كتير بس متقبلناش عشان بفعل الواسطة بتتقفل فرص العمل وبتكون حكر على فئة معينة .....بس النهاردة رايحين لشركة مقاولات كبيرة جدا من اكبر الشركات في مصر وكانت معلنة عن فرص عمل في الجرنان وقدمنا واتصلوا بينا وقالو انهم هيعملو معاينة بسيطة .....مالك الشركة توفى من كذا سنة واللي ماسك الشركة ابنو بجد نفسي اعرف اسمو مش معلنين عنو في اي حتة كان نفسي اروح واندهو باسمو واقولو اني معجبة بادارتو جدا وكدبتين كدا الدنيا تمشي بس يلا مليش في الطيب نصيب.....ركبنا الميكروباس وكعادتها كان مزدحمة لدرجة تفوق الوصف وكان الضيق يرتسم على وجه بيري وتنفخ بين الحين والآخر حتى تحدثت وقالت:مش كنا ركبنا عربية معتز بدل الشحتطة اللي احنا فيها دي والتلزيق دا .....
اجبتها باحتقان:بيري متكلمنيش في الموضوع دا تاني انتي فاهمة انا قلت كلمتي من امبارح وانتي وافقتي مفيش داعي كل شوية تتكلمي فيه وادينا وصلنا اهو يلا انزلي.......
نظرت الى المبنى من الخارج كان ضخما وكبيرا جدا يخطف الاعين ويجعل القلوب اسرى لها يبدو كأنه منجز معماري بني من اجل التأمل فيه وليس للعمل به....كيف سيكون فترة عملي به اتمنى ان ان تكون خير معين لي في حياتي وتنعمني بحسن الاصدقاء وطيب المعشر للجميع ......دخلنا من الباب وتأملنا الداخل فانه يفوق الخارج من حيث الفخامة والجمال وبريق الاثاثات وغلاء المكاتب وهمة الموظفين فالكل مشغول بعمله وكان الاستقبال شديد الزحمة لكثرة المقدمين الى الوظائف انتظرنا ساعات طويلة يتم ادخال كل واحدة ورفيقتها وان كان رجل فهو وزوجته او امه وهكذا ....طال جلوسنا حتى نده على اسمائنا دخلنا امام الرؤساء الثلاث كان رئيس مجلس الإدارة صغير في السن يعني يبدو كأنه في بداية الثلاثينات كانت ملامحهو ليست بالغريبة علي كأني التقيت به قبل هذا الحين ظللت اتأمله متمنية ان ينظر إلي لاحدد ملامحه رفع عيناه ونظر إلي واصابته الحيرة انزلها مرة اخرى وقرأ اسمي الذي يوجد بالسيرة الذاتية اندهش جدا وتطايرت عيناه واحمر وجههه اصابني بالحيرة والاستغراب .....قلت له بتردد :في حاجة حضرتك انا هبة عبد العزيز النجار خريجة هندسة معمارية لو في حاجة قلي......
.....قلت له بتردد :في حاجة حضرتك انا هبة عبد العزيز النجار خريجة هندسة معمارية لو في حاجة قلي......
ازدادت حيرتي بعد ان قلت له تلك الكلمات وقلت دهشته عندما نطقت اجابني: هبة ازيك عاملة ايه
لم اعرف ما الذي حدث تغيرت ملامح وجهه ارتسمت البسمة على وجهه وبدلت وجناته باسهم كادت ان تخترق عميق جوارحي اجبته باستفهامات كثيرة كتبتها جفون عيني:اهلا بحضرتك بس سوري متعرفتش بيك قبل كدا
انتا تعرفني
-اجابني:ايه يا هبة انتي مش فاكراني انا ادهم ....ادهم النشوءاتي
-تملكتني الدهشة وقفت صامتة وصامدة لمدة طويلة من الزمن ثم قلت له بعد ان تذكرته:ايه دا ادهم مش ممكن ازيك عامل ايه والله زمان
-الحمد لله ااااه اديني عايش انتي عاملة ايه وايه اللي جابك هنا اصلا
-الحمد لله. ....هكون جاية ليه يعني بقدم للشغل عايزة اشتغل
-ابتسم ابتسامة غريبة:انتي لغاية دلوقتي ملقتيش شغل يا حرام
-ايه دا انتا بتتريق ولا انا بيتهيألي
-لا مش بتهيألك انا فعلا بتريق .....(ضحكنا من اعماقنا ارتفعت اصوات حديثنا تذكرت ايام طفولتنا سويا كنا نسكت جوار بعضنا البعض كان منزله الى الامام قليلا من منزلي نذهب الى المدرسة سويا كان اوسم الاولاد في حارتنا كانت ملامحك مليئة بالبراءة....فما اجمل الماضي عندما يلونه انسان يشع براءة في صغره ويتوهج وسامة عند الكبر .....لازلت الى يومي هذا لم اخبرك باعجابي بك ولازلت انت كذلك لا تجرؤ ان تقول لي كلمة حب او اعجاب ايسيطر علينا الغرور ام الكبرياء لا ادري )
اتذكر انه مرة واحدة فقط بانه قال لي كلمة جميلة كانت ذاك اليوم اخر يوم في امتحانات اخر السنة فلقد كنت مختفية لانشغالي بالمذاكرة رحتلك البيت كنت تقريبا في سادسة ابتدائي وانتا في تانية اعدادي كان الفرق بينا مش كبير.....يومها كنت مشتاقة ليك جدا بس مقدرتش اقولك امكن خجلي وحياءي منعوني من كدا ....
-الامتحانات كانت ازاي سهلة ولا صعبة
-والله ماكنتش صعبة امكن عشان انا مذاكرة كويسة انتا عارفني لهلوبة في القراية
-لا ابدا شايفك عادية خالص.....تلاقيها هيا اللي جات ساهلة بس تتمنظري على الفاضي
-نظرت لك يومها بحدة كنت دائما تحاول احباطي ان تجعل جميع ما اشعر به خاطئا وان الذي ترغب به هو الصحيح قلت له ببرودي المعتاد:جايز...احتمال كبير
كنت اعجب بنظرته تلك بعد اجاباته كان ينظر الي بابتسامة اعجاب وانبهار يملأها عبارات حب مدفونة بداخلها بصلي وقت طويل كان محضر كلام كتير يقولهولي بس لما قابلني نسي كل حاجة ....قرب مني شوية وهمسلي في وداني:
وحشتيني .....وحشتيني اوووي
احسست حينها ان دقات قلبي تزداد ومناعتي تتحطم وجسدي يكاد ينهار لطالما سمعتها من صديقاتي بيري ورباب وداليا بس عمري ما كنت اتصور اني لما اسمعها من الجنس الآخر ومنو بالتحديد هتكون باللذة والدهشة دي .....وقتها سكت معرفتش اجاوب بايه لساني اتجمد وحروفي تقلة جدا احساسي اني عايزة ارد عليه واني مكسوفة ومتلخبطة وفي نفس الوقت مش عايزة احرجو ولا احسسو بالندم انو قالهالي .....
إمكن الشعور المتناقض اللي بتتجمع فيه مشاعر مختلفة مريحة...مهيبة....مفرحة....
كنا زمان انا وادهم بنحب جدا نقرأ القصص والكتب الترفيهية كنا بنقضي الاجازات كلها واحنا بنمثل ابطال القصص ونعيش في المضمون لابعد حد ....بتخيل الشخصية بكل ملامحها ونطير بيها في عالمنا الخاص الحروف بتخطفنا بترتيبها والجمل بتأسرنا بتناسقها ونغمتها اللي بتعزف على ودانا اجمل لحن ...لحن حب..صداقة...براءة...وامتنا
كنا بنخجل من بعض جدا لما بتتخلل سطور القصة اللي بنمثلها لحظات رومانسية ...امكن لغاية دلوقتي بحس ان الرومانسية ما هي الا توهمات يعيشها منافقين لا اكثر احساسي دا كل يوم بيؤكد لما اقرا قصة حب في اي رواية دايما بتكون النهاية مأساوية ...قاتلة..وحارقة بالنسبة للطرفين ...طرف بتتدمر مشاعرو واحاسيسو والطرف التاني بتنهار افكارو ويتحطم عقلو وبيفضل متعلق في وسادة الماضي...
وقفت مسافة طويلة بستذكر فيها ذكريات حية ومراوداني في كل حين ذكريات ادفنت جوايا بس عمري ما نسيت ولا حاجة منها وجودها شامخ جوايا حاضر في كل وقت لأن صعب جدا على الانسان انو يمحي تاريخ حافل بنعومة كهذه .....اغلبية الناس كانت بتفتكر انو الماضي عند استذكاره بيرجع لنا الاحزان والمواجع وبيذوقنا الالم اللي كنا فاكرين اننا نسيناه....بس انا عكسهم لغاية دلوقتي مؤمنة انو اجمل واروع ما في العقل هو اختزانه للحظات تحمل لنا التغيير الابدي والسعادة المرجوة ...فليس كل الذكريات تميت فمنها ما يحي داخلنا بقايا حب كادت ان تهدر مع قساوة الزمن..
طال حديثنا الذي لم يكن فيه حروف الا قليلة فالهزار كان سيد كﻻمنا الاول ....فكرتني بايام طفولتنا الممزوجة بالطرافة التلقائية والمداعبة النابعة من اعماق قلوبنا لان مفيش اجمل من العفوية الصادقة بين الاصدقاء بتكون بالنسبة لينا رابط قوي بتدعم العلاقة الدافئة اللي احنا بنتغلغل في جذورها......
كنت اراقب من الناحية التانية تلك الابسامات الساكنة والهادئة بين بيري وصديق ادهم كانت عيناهما تتحدث عن الاعجاب ببعضهم وقفت براقبهم بعيوني لأن الظاهر ان كل قناعات بيري تحطمت كانت بتقول ان الصداقات هيا ضياع وقت مش اكتر .......
-بس تصدقي يا هبة شكلك اتغير جدا معرفتكيش غير من الcv
-والله يعني ولا حتى ملامح صغننة
-ابتسم بنعومة:تبقي غبية لو صدقتي اني معرفتكيش من صوتك وملامحك الناعمة الجياشة والجميلة انا اه قابلت في حياتي بنات حلوة كتير بس عمر ما وحدة علمت فيا غيرت شخصيتك انطبعت جوايا واترسمت جامد
-ابتسمت بخجل:اهااااا دا انتا بتعرف تغازل اهو
الحلقة الثانيه
ضحك بهودوء:وليه متقليش ان انتي اللي فاتنة وتخلي اي حد يتغزل فيكي
عرفت وقتها ان ادهم فعلا اتغير لان عمرو في حياتو ما غازلني ولا قالي كلمة حلوة كان على طول بيكابر مع اني عارفة ومدركة حبو الكبير ليا اكيد الزمن ترك بصمتو فيه بس منكرش انها بصمة جميلة وحلوة اووي وفي قمة النعومة
فاكرة انو كان دار بينا حوار شبه الحوار دا كنت في تالتة اعدادي تقريبا كنا في احتفال اخر السنة وعزمتو وقتها .......
-الف مبروك يا هبة عقبال الجامعة
-الله يبارك فيك .....عجبك الاحتفال دا انا تعبت جدا في تنظيمو
-ابتسم:مش بس الاحتفال اللي عاجبني ....انتي كمان عاجباني ....انتي جميلة جدا يا هوبا
-ابتسمت بكسوف:ايه دا انتا بتعاكسني عيب كدا هكلم ماما
-ضحك بصوت عالي ومسموع:البت الهبلة صدقت توء..توء...توء....تعيشي وتاخدي غيرها
-كدا يا ادهم طب ايه رأيك مش هكلمك تاني وابعد عني بقى عشان ماشية
مشيت وقتها وكنت بسمع من ورايا صوت ضحكاتك بتتعالي كنت بتضحك من جواك اووي ولقيت نفسي تلقائيا ببتسم لما تذكرت الموقف ....فما الذ المواقف التي تبكينا ضحكا عندما نستذكرها حينها نطلق عليها الذكريات الخالدة التي نحتت على جدران عقولنا ورسمت على لوحات الحاضر لتنير لنا مستقبل ما.......
مغازاتك وفرسك ليا كانت من اقوى الروابط اللي علقتني بيك كنت معاك بحس اني بعيش طفولتي بحرية باستمتاع وبانطلاق صافي من اي تعكير ...امكن انتا الانسان الوحيد اللي بنتلي طفولتي علمتني حاجات كتيرة محستش بقيمتها غير لما كبرت ....استفدت من كل لحظة ربتطنا ببعض اسلوبنا العشوائي انتظم لما كبرنا ....عقولنا المليانة بقصص كتير عشناها لما كبرنا.....بس قلوبنا اللي كانت كبيرة وبتحب كل الناس صغرت وتقلصت اووي لما كبرنا لسبب واحد هوا اننا فهمنا الدنيا صح وعرفنا ان مش كل الناس تستاهل الحب والاحترام والاهم طبعا الثقة العميا......
خلاص بقى انتي كدا استلمتي الشغل خلاص وتقدري من بكرا تباشري عملك عادي
-اوكي ميرسي ليك جدا يا ادهم مش عارفة اقولك ايه
-قالي بسخرية:يلهووي بنت كبيرة كدا ومتخرجة مش عارفة تقول ايه ...مدخلتيش مدرسة ولا ايه يا ماما...هعلمك لحدي امتى
-ضربت كتفو بهزار :بطل غلاسة يا ادهم على طوول كدا حارجني الحق عليا اني عايزة اشكرك
-ضحك :لا يا ستي مش عايزك تشكريني كفاية اساسا اني شفتك .....(اقترب مني ولمس ايدي بحنية وشوق) عارفة يا هبة عمري ما تصورت اني هشوفك تاني ولا هقابلك طول حياتي بس بالرغم من دا عمري ما نسيتك ولا فكرت في غيرك ....طبعا انتي اكيد فاكرة لحظة افتراقنا كانت مش مبشرة ولا بتوحي اننا ممكن نلتقي في المستقبل....
-سرحت في عينيه اووي حسيت بمشاعر هبت عليا فجأة وشعور بالامان مش طبيعي:اه طبعا فاكرة وهوا دا يوم يتنسي
قصة افتراقنا كانت غريبة شوية مؤلمة اووي لاني محستش بيها غير لما عدى الوقت ولقتني فجأة بصدد مواجهة الحياة من دونه كانت مجرد الفكرة صعبة عليا حياتي اللي عشتها لحظة بلحظة معاه خطواتي اللي بخطها معاها تفكيرنا...احلامنا اللي حلمناها لبكرا مع بعض ...تطلعتنا اللي رسمناها سوا كل دا يروح كدا في غمضة عبن كانت صدمة جامدة جدا عليا....
في يوم من الايام وكغير العادة جيه بابا بدري من الشغل كان زهقان جدا ومش طايق نفسو وقعد يتكلم مع ماما مسافة طويلة جدا وفجأة جات وقالتلي يلا نحضر شنط السفر....قعدت احايلها عشان تقولي سبب السفر المفاجئ دا ولكن لا حياة لمن تنادي ....تاني يوم لبسنا الصبح وبدري وماما فهمتني اننا هنروح لمنطقة تانبة بعيدة عشان الشغل بتاع بابايا اتنقل هناك وان احنا هنعيش هناك طول حياتنا......
وقتها حسيت بانهيار معنوي غير عادي حسيت وانا بلم حاجاتي من البيت اللي كل ركن فيه بيحمل قصة وذكرى لوحدها حسيت اني مش بس بفارق مكان عشت فيه لا دا انا بفارق مكان اتولدت فيه جوايا طفولة بتراودني لغاية دلوقتي.....وقفت قصاد باب بيت ادهم كنت عايزة اروح احضنو واودعو واقولو بكل الحاجات اللي جوايا بس مقدرتش مكنتش جوايا طاقة كافية اني اواجه لحظة زي دي ....لاني كمان بكره لحظات الوداع لابعد الحدود لحظات جامحة ومؤلمة وممقوتة من الجميع بكرهها جدا......وفجأة حد فتح باب بيتهم ولقيت ادهم واقف قدامي كأنو حس اني ماشية فجيه يودعني مع اني مقلتيلوش ولا في حد يعرف اصلا ....معرفتش اقولو ايه وعينيه بتسألني وبتحاول تستجوبني وتعرف ايه دا اللي هوا شايفو كتن عايز تفسير لدموعي والشنط اللي ماسكاها مامتي والعربية اللي مستنياني وحزن بابا اللي واضح في وشو عشان هيفارق بيتو اللي اتعود عليه كانت كلها مشاهد متضاربة محتاجة لتفسير عاجل ....
-ايه يا هوبا هوا فيه ايه .....انتو ماشين ولا انا بتهيألي
-نشفت جزء من دموعي:اه احنا ماشين بابا شغلو اتنقل في مدينة تانية واحنا مضطرين نسافر معاه
-يعني ايه يا هبة مش هشوفك خلاص
-جايز نتقابل بعد كدا ...او جايز منتفابلش المهم اني عمري ما هنساك.....وانتا اوعى تنساني
ضحك بهودوء:وليه متقليش ان انتي اللي فاتنة وتخلي اي حد يتغزل فيكي
عرفت وقتها ان ادهم فعلا اتغير لان عمرو في حياتو ما غازلني ولا قالي كلمة حلوة كان على طول بيكابر مع اني عارفة ومدركة حبو الكبير ليا اكيد الزمن ترك بصمتو فيه بس منكرش انها بصمة جميلة وحلوة اووي وفي قمة النعومة
فاكرة انو كان دار بينا حوار شبه الحوار دا كنت في تالتة اعدادي تقريبا كنا في احتفال اخر السنة وعزمتو وقتها .......
-الف مبروك يا هبة عقبال الجامعة
-الله يبارك فيك .....عجبك الاحتفال دا انا تعبت جدا في تنظيمو
-ابتسم:مش بس الاحتفال اللي عاجبني ....انتي كمان عاجباني ....انتي جميلة جدا يا هوبا
-ابتسمت بكسوف:ايه دا انتا بتعاكسني عيب كدا هكلم ماما
-ضحك بصوت عالي ومسموع:البت الهبلة صدقت توء..توء...توء....تعيشي وتاخدي غيرها
-كدا يا ادهم طب ايه رأيك مش هكلمك تاني وابعد عني بقى عشان ماشية
مشيت وقتها وكنت بسمع من ورايا صوت ضحكاتك بتتعالي كنت بتضحك من جواك اووي ولقيت نفسي تلقائيا ببتسم لما تذكرت الموقف ....فما الذ المواقف التي تبكينا ضحكا عندما نستذكرها حينها نطلق عليها الذكريات الخالدة التي نحتت على جدران عقولنا ورسمت على لوحات الحاضر لتنير لنا مستقبل ما.......
مغازاتك وفرسك ليا كانت من اقوى الروابط اللي علقتني بيك كنت معاك بحس اني بعيش طفولتي بحرية باستمتاع وبانطلاق صافي من اي تعكير ...امكن انتا الانسان الوحيد اللي بنتلي طفولتي علمتني حاجات كتيرة محستش بقيمتها غير لما كبرت ....استفدت من كل لحظة ربتطنا ببعض اسلوبنا العشوائي انتظم لما كبرنا ....عقولنا المليانة بقصص كتير عشناها لما كبرنا.....بس قلوبنا اللي كانت كبيرة وبتحب كل الناس صغرت وتقلصت اووي لما كبرنا لسبب واحد هوا اننا فهمنا الدنيا صح وعرفنا ان مش كل الناس تستاهل الحب والاحترام والاهم طبعا الثقة العميا......
خلاص بقى انتي كدا استلمتي الشغل خلاص وتقدري من بكرا تباشري عملك عادي
-اوكي ميرسي ليك جدا يا ادهم مش عارفة اقولك ايه
-قالي بسخرية:يلهووي بنت كبيرة كدا ومتخرجة مش عارفة تقول ايه ...مدخلتيش مدرسة ولا ايه يا ماما...هعلمك لحدي امتى
-ضربت كتفو بهزار :بطل غلاسة يا ادهم على طوول كدا حارجني الحق عليا اني عايزة اشكرك
-ضحك :لا يا ستي مش عايزك تشكريني كفاية اساسا اني شفتك .....(اقترب مني ولمس ايدي بحنية وشوق) عارفة يا هبة عمري ما تصورت اني هشوفك تاني ولا هقابلك طول حياتي بس بالرغم من دا عمري ما نسيتك ولا فكرت في غيرك ....طبعا انتي اكيد فاكرة لحظة افتراقنا كانت مش مبشرة ولا بتوحي اننا ممكن نلتقي في المستقبل....
-سرحت في عينيه اووي حسيت بمشاعر هبت عليا فجأة وشعور بالامان مش طبيعي:اه طبعا فاكرة وهوا دا يوم يتنسي
قصة افتراقنا كانت غريبة شوية مؤلمة اووي لاني محستش بيها غير لما عدى الوقت ولقتني فجأة بصدد مواجهة الحياة من دونه كانت مجرد الفكرة صعبة عليا حياتي اللي عشتها لحظة بلحظة معاه خطواتي اللي بخطها معاها تفكيرنا...احلامنا اللي حلمناها لبكرا مع بعض ...تطلعتنا اللي رسمناها سوا كل دا يروح كدا في غمضة عبن كانت صدمة جامدة جدا عليا....
في يوم من الايام وكغير العادة جيه بابا بدري من الشغل كان زهقان جدا ومش طايق نفسو وقعد يتكلم مع ماما مسافة طويلة جدا وفجأة جات وقالتلي يلا نحضر شنط السفر....قعدت احايلها عشان تقولي سبب السفر المفاجئ دا ولكن لا حياة لمن تنادي ....تاني يوم لبسنا الصبح وبدري وماما فهمتني اننا هنروح لمنطقة تانبة بعيدة عشان الشغل بتاع بابايا اتنقل هناك وان احنا هنعيش هناك طول حياتنا......
وقتها حسيت بانهيار معنوي غير عادي حسيت وانا بلم حاجاتي من البيت اللي كل ركن فيه بيحمل قصة وذكرى لوحدها حسيت اني مش بس بفارق مكان عشت فيه لا دا انا بفارق مكان اتولدت فيه جوايا طفولة بتراودني لغاية دلوقتي.....وقفت قصاد باب بيت ادهم كنت عايزة اروح احضنو واودعو واقولو بكل الحاجات اللي جوايا بس مقدرتش مكنتش جوايا طاقة كافية اني اواجه لحظة زي دي ....لاني كمان بكره لحظات الوداع لابعد الحدود لحظات جامحة ومؤلمة وممقوتة من الجميع بكرهها جدا......وفجأة حد فتح باب بيتهم ولقيت ادهم واقف قدامي كأنو حس اني ماشية فجيه يودعني مع اني مقلتيلوش ولا في حد يعرف اصلا ....معرفتش اقولو ايه وعينيه بتسألني وبتحاول تستجوبني وتعرف ايه دا اللي هوا شايفو كتن عايز تفسير لدموعي والشنط اللي ماسكاها مامتي والعربية اللي مستنياني وحزن بابا اللي واضح في وشو عشان هيفارق بيتو اللي اتعود عليه كانت كلها مشاهد متضاربة محتاجة لتفسير عاجل ....
-ايه يا هوبا هوا فيه ايه .....انتو ماشين ولا انا بتهيألي
-نشفت جزء من دموعي:اه احنا ماشين بابا شغلو اتنقل في مدينة تانية واحنا مضطرين نسافر معاه
-يعني ايه يا هبة مش هشوفك خلاص
-جايز نتقابل بعد كدا ...او جايز منتفابلش المهم اني عمري ما هنساك.....وانتا اوعى تنساني
الحلقة الثالثة
جاوبني بحزن:انساكي ....انساكي ايه دي كلمة كبيرة جدا وعمرها ما حتتقق ولا ليها مكان في قلبي...بس انتي هتوحشيني هتوحشيني اووي يا هوبا
-انهمرت دموعي بقوة لم اتمكن من احتباسها وجاوبتو بصوت مبحوح:وانتا كمان هتوحشني اووي
مسكتني من ايديا وضماني جامد حسيت بحنانو اول مرة ايدو كانت بتبطب عليا بحنية ورقة اووي كانت اول مرة تحضني فيها بس مكنش نفسي لما تحضني تكون دي لحظة الوداع بينا.......
امكن دي كانت اكتر لحظة حزينة ولذيذة بالنسبالي لحظة لا يمكن تعدي سنة غير لما افتكرها لحظة من اللحظات الخالدة في حياتنا اللي مش ممكن تزيحها الحياة بمشاغلها وهمومها .......
رحت على مكتبي واتفرجت فيه كان حلو اووي وجميل لان عمر ما ادهم جابلي حاجة وحشة اصلا...وبعد شوية دخلت عليا بيري وكانت الفرحة واضحة جدا في عينيها وملامحها طايرة في سماء البهجة.....
-الله الله البرنسيسة وصلت ....ايه الابتسامة التي ذات مغذى ديا والاشراقة المبهجة دي.....
-اه يلا اتريقي اتريقي مهو انا اصلا غلطانة اني جاية احكيلك...انا ماشية احسن
-لا لا يا بيري يا حبيبتي انا مش قصدي اصلي بس بوصف الحالة اللي انتي فيها واضح انك وقعتي ومحدش سمى عليكي
-لا يعني مش للدرجة دي دا مجرد اعجاب ممكن يتطور وممكن ينتهي هنشوف
-امممم بس الواضح ان الموضوع جد
-اه شكلو كدا بس مازن دا كيوت خالص مقلكيش ودمو خفيف اووي دا موتني من الضحك بلس بقى انو جين وفي بوزشن كبير
-اه مهو واضح الضحك والفرفشة بينكو كانت clear like sun ....واسمو حلو نوعا ما ومتناغمة مع اسمك بيري ومازن كيوووت يا حبيبتي
-يارب بقى تكمل على خير لاحسن انا زهقت بجد
نظرت اليها نظرات صامتة كانت كافية اني استنتج اللي انا عايزة افهمو واحلل التغيير المفاجئ دا....
فلطالما فشلت في تفسير شخصية بيري امكن هيا تكون من نوع الناس اللي بتكون شخصياتهم ضبابية غير واضحة الملامح بنقعد نفكر ايام وليالي عشان نعرف نحللها وبرضو مبنقدرش....اوقات بحس انها زي رسمة رسمها فنان في ورقة بيضة ممكن في اي وقت حد يمحيها ويرسم لها كيان وشخصية تانية واوقات بحس انها عامل زي اثار منحوتة على الجدران نحتها مبدع بأدق التفاصيل من الصعب انها تزول وقد تبلغ المستحيل بحس انها كدا بتفرض عقلها ..كيانها...وتفكيرها بالرغم من عدم اقتناع الاغلبية ....اي شخص انتي يا بيري مش قادرة اعرفك بالرغم من ان صداقتي بيكي عمرها اكتر من7 سنين بس لسا محتاجة وقت عشان افهمك بالشكل الصحيح. ......
رجعت الى المنزل ولقيت ماما مستنياني كالعادة....
-ها يا حبيبتي طمنيني عملتي ايه...يارب يكون قبلوكي في الشغل دا
-اه يا ماما الحمد لله دا انا اتوظفت في منصب عالي ومرتب ولا كنت احلم بربعو
-يا صلاة النبي احسن طول عمري بدعيلك انك تلاقي الوظيفة اللي تعوضك عن كل تعبك دا والحمد لله ربنا كرمك اهو
-متعرفيش يا ماما قابلت مين هناك...وتقريبا لو مكنتش لقيتو مكنش هيكون لا شغل ولا مشغلة
-مين يا هوبا....اعرفو
-طبعا تعرفيه وعز المعرفة كمان...فاكرة ادهم ....ادهم النشوءاتي اللي كان جارنا زمان
اه افتكرتو دا ابن حلال اووي وطيب ...والله زمان ابقي سلميلي عليه اووي...تلاقيه دلوقتي كبر وليه مركزو
-اه طبعا بقولك دا هوا اللي ماسك الشركة كلها ...بقولك ايه يا ماما انا هدخل انام اصلي تعبانة اووي تصبحي على خير....
دخلت الى غرفتي بعد ان ازحت على الماضي الستائر وكشف امامي كطفل عند ميلاده لا يلونها الا ابتسامات رسمت على وجوه كلا منا لسنا استرجعنا ذكريات مفرحة فقط بل بعضها مؤلم ...مؤلم للغاية ولكن كقول انيس منصور اننا نحب الماضي فقط لانه مضى ولو جاء لكرهناه....وتلك المقولة تنطبق علينا الان انا وادهم ليس مجرد اصدقاء طفولة لا احنا روح واحدة في جسدين صداقتنا اللي امتدت عند الصغر كبرت معانا في كل لحظة عشاناها في حياتنا ....فرقتنا الاقدار ونحن مبلولين بالدموع والحسرة والاشتياق وها هي تجمعنا الان ونحن مملوءين بالفرح والسعادة وممتنين للايام التي جمعت لحظات فرحنا وحزننا .....
صعب هوا الفراق ولذيذ عند ازالته .....وعند غفوته ...فتحت درج المكتبة اللي في اوضتي ولقيت جواباتو اللي كان بيبعتهالي زمان:(هوبا معلش مش هقدر العب معاكي النهاردة عشان عمي رجع من السفر ورايحين نزورو لما ارجع هجيلكو على البيت)
ومسكت جواب اخر:(بوبا مامي بتعزمك بكرا على الغدا عندنا لازم تيجي حتى لو صحابك معاكي سيبيهم وتعالي ...هستناكي)
جاوبني بحزن:انساكي ....انساكي ايه دي كلمة كبيرة جدا وعمرها ما حتتقق ولا ليها مكان في قلبي...بس انتي هتوحشيني هتوحشيني اووي يا هوبا
-انهمرت دموعي بقوة لم اتمكن من احتباسها وجاوبتو بصوت مبحوح:وانتا كمان هتوحشني اووي
مسكتني من ايديا وضماني جامد حسيت بحنانو اول مرة ايدو كانت بتبطب عليا بحنية ورقة اووي كانت اول مرة تحضني فيها بس مكنش نفسي لما تحضني تكون دي لحظة الوداع بينا.......
امكن دي كانت اكتر لحظة حزينة ولذيذة بالنسبالي لحظة لا يمكن تعدي سنة غير لما افتكرها لحظة من اللحظات الخالدة في حياتنا اللي مش ممكن تزيحها الحياة بمشاغلها وهمومها .......
رحت على مكتبي واتفرجت فيه كان حلو اووي وجميل لان عمر ما ادهم جابلي حاجة وحشة اصلا...وبعد شوية دخلت عليا بيري وكانت الفرحة واضحة جدا في عينيها وملامحها طايرة في سماء البهجة.....
-الله الله البرنسيسة وصلت ....ايه الابتسامة التي ذات مغذى ديا والاشراقة المبهجة دي.....
-اه يلا اتريقي اتريقي مهو انا اصلا غلطانة اني جاية احكيلك...انا ماشية احسن
-لا لا يا بيري يا حبيبتي انا مش قصدي اصلي بس بوصف الحالة اللي انتي فيها واضح انك وقعتي ومحدش سمى عليكي
-لا يعني مش للدرجة دي دا مجرد اعجاب ممكن يتطور وممكن ينتهي هنشوف
-امممم بس الواضح ان الموضوع جد
-اه شكلو كدا بس مازن دا كيوت خالص مقلكيش ودمو خفيف اووي دا موتني من الضحك بلس بقى انو جين وفي بوزشن كبير
-اه مهو واضح الضحك والفرفشة بينكو كانت clear like sun ....واسمو حلو نوعا ما ومتناغمة مع اسمك بيري ومازن كيوووت يا حبيبتي
-يارب بقى تكمل على خير لاحسن انا زهقت بجد
نظرت اليها نظرات صامتة كانت كافية اني استنتج اللي انا عايزة افهمو واحلل التغيير المفاجئ دا....
فلطالما فشلت في تفسير شخصية بيري امكن هيا تكون من نوع الناس اللي بتكون شخصياتهم ضبابية غير واضحة الملامح بنقعد نفكر ايام وليالي عشان نعرف نحللها وبرضو مبنقدرش....اوقات بحس انها زي رسمة رسمها فنان في ورقة بيضة ممكن في اي وقت حد يمحيها ويرسم لها كيان وشخصية تانية واوقات بحس انها عامل زي اثار منحوتة على الجدران نحتها مبدع بأدق التفاصيل من الصعب انها تزول وقد تبلغ المستحيل بحس انها كدا بتفرض عقلها ..كيانها...وتفكيرها بالرغم من عدم اقتناع الاغلبية ....اي شخص انتي يا بيري مش قادرة اعرفك بالرغم من ان صداقتي بيكي عمرها اكتر من7 سنين بس لسا محتاجة وقت عشان افهمك بالشكل الصحيح. ......
رجعت الى المنزل ولقيت ماما مستنياني كالعادة....
-ها يا حبيبتي طمنيني عملتي ايه...يارب يكون قبلوكي في الشغل دا
-اه يا ماما الحمد لله دا انا اتوظفت في منصب عالي ومرتب ولا كنت احلم بربعو
-يا صلاة النبي احسن طول عمري بدعيلك انك تلاقي الوظيفة اللي تعوضك عن كل تعبك دا والحمد لله ربنا كرمك اهو
-متعرفيش يا ماما قابلت مين هناك...وتقريبا لو مكنتش لقيتو مكنش هيكون لا شغل ولا مشغلة
-مين يا هوبا....اعرفو
-طبعا تعرفيه وعز المعرفة كمان...فاكرة ادهم ....ادهم النشوءاتي اللي كان جارنا زمان
اه افتكرتو دا ابن حلال اووي وطيب ...والله زمان ابقي سلميلي عليه اووي...تلاقيه دلوقتي كبر وليه مركزو
-اه طبعا بقولك دا هوا اللي ماسك الشركة كلها ...بقولك ايه يا ماما انا هدخل انام اصلي تعبانة اووي تصبحي على خير....
دخلت الى غرفتي بعد ان ازحت على الماضي الستائر وكشف امامي كطفل عند ميلاده لا يلونها الا ابتسامات رسمت على وجوه كلا منا لسنا استرجعنا ذكريات مفرحة فقط بل بعضها مؤلم ...مؤلم للغاية ولكن كقول انيس منصور اننا نحب الماضي فقط لانه مضى ولو جاء لكرهناه....وتلك المقولة تنطبق علينا الان انا وادهم ليس مجرد اصدقاء طفولة لا احنا روح واحدة في جسدين صداقتنا اللي امتدت عند الصغر كبرت معانا في كل لحظة عشاناها في حياتنا ....فرقتنا الاقدار ونحن مبلولين بالدموع والحسرة والاشتياق وها هي تجمعنا الان ونحن مملوءين بالفرح والسعادة وممتنين للايام التي جمعت لحظات فرحنا وحزننا .....
صعب هوا الفراق ولذيذ عند ازالته .....وعند غفوته ...فتحت درج المكتبة اللي في اوضتي ولقيت جواباتو اللي كان بيبعتهالي زمان:(هوبا معلش مش هقدر العب معاكي النهاردة عشان عمي رجع من السفر ورايحين نزورو لما ارجع هجيلكو على البيت)
ومسكت جواب اخر:(بوبا مامي بتعزمك بكرا على الغدا عندنا لازم تيجي حتى لو صحابك معاكي سيبيهم وتعالي ...هستناكي)
الحلقة الرابعة
وغيرهم كتيير من الاوراق التي شهدت جاوبني بحزن:انساكي ....انساكي ايه دي كلمة كبيرة جدا وعمرها ما حتتقق ولا ليها مكان في قلبي...بس انتي هتوحشيني هتوحشيني اووي يا هوبا
-انهمرت دموعي بقوة لم اتمكن من احتباسها وجاوبتو بصوت مبحوح:وانتا كمان هتوحشني اووي
مسكتني من ايديا وضماني جامد حسيت بحنانو اول مرة ايدو كانت بتبطب عليا بحنية ورقة اووي كانت اول مرة تحضني فيها بس مكنش نفسي لما تحضني تكون دي لحظة الوداع بينا.......
امكن دي كانت اكتر لحظة حزينة ولذيذة بالنسبالي لحظة لا يمكن تعدي سنة غير لما افتكرها لحظة من اللحظات الخالدة في حياتنا اللي مش ممكن تزيحها الحياة بمشاغلها وهمومها .......
رحت على مكتبي واتفرجت فيه كان حلو اووي وجميل لان عمر ما ادهم جابلي حاجة وحشة اصلا...وبعد شوية دخلت عليا بيري وكانت الفرحة واضحة جدا في عينيها وملامحها طايرة في سماء البهجة.....
-الله الله البرنسيسة وصلت ....ايه الابتسامة التي ذات مغذى ديا والاشراقة المبهجة دي.....
-اه يلا اتريقي اتريقي مهو انا اصلا غلطانة اني جاية احكيلك...انا ماشية احسن
-لا لا يا بيري يا حبيبتي انا مش قصدي اصلي بس بوصف الحالة اللي انتي فيها واضح انك وقعتي ومحدش سمى عليكي
-لا يعني مش للدرجة دي دا مجرد اعجاب ممكن يتطور وممكن ينتهي هنشوف
-امممم بس الواضح ان الموضوع جد
-اه شكلو كدا بس مازن دا كيوت خالص مقلكيش ودمو خفيف اووي دا موتني من الضحك بلس بقى انو جين وفي بوزشن كبير
-اه مهو واضح الضحك والفرفشة بينكو كانت clear like sun ....واسمو حلو نوعا ما ومتناغمة مع اسمك بيري ومازن كيوووت يا حبيبتي
-يارب بقى تكمل على خير لاحسن انا زهقت بجد
نظرت اليها نظرات صامتة كانت كافية اني استنتج اللي انا عايزة افهمو واحلل التغيير المفاجئ دا....
فلطالما فشلت في تفسير شخصية بيري امكن هيا تكون من نوع الناس اللي بتكون شخصياتهم ضبابية غير واضحة الملامح بنقعد نفكر ايام وليالي عشان نعرف نحللها وبرضو مبنقدرش....اوقات بحس انها زي رسمة رسمها فنان في ورقة بيضة ممكن في اي وقت حد يمحيها ويرسم لها كيان وشخصية تانية واوقات بحس انها عامل زي اثار منحوتة على الجدران نحتها مبدع بأدق التفاصيل من الصعب انها تزول وقد تبلغ المستحيل بحس انها كدا بتفرض عقلها ..كيانها...وتفكيرها بالرغم من عدم اقتناع الاغلبية ....اي شخص انتي يا بيري مش قادرة اعرفك بالرغم من ان صداقتي بيكي عمرها اكتر من7 سنين بس لسا محتاجة وقت عشان افهمك بالشكل الصحيح. ......
رجعت الى المنزل ولقيت ماما مستنياني كالعادة....
-ها يا حبيبتي طمنيني عملتي ايه...يارب يكون قبلوكي في الشغل دا
-اه يا ماما الحمد لله دا انا اتوظفت في منصب عالي ومرتب ولا كنت احلم بربعو
-يا صلاة النبي احسن طول عمري بدعيلك انك تلاقي الوظيفة اللي تعوضك عن كل تعبك دا والحمد لله ربنا كرمك اهو
-متعرفيش يا ماما قابلت مين هناك...وتقريبا لو مكنتش لقيتو مكنش هيكون لا شغل ولا مشغلة
-مين يا هوبا....اعرفو
-طبعا تعرفيه وعز المعرفة كمان...فاكرة ادهم ....ادهم النشوءاتي اللي كان جارنا زمان
اه افتكرتو دا ابن حلال اووي وطيب ...والله زمان ابقي سلميلي عليه اووي...تلاقيه دلوقتي كبر وليه مركزو
-اه طبعا بقولك دا هوا اللي ماسك الشركة كلها ...بقولك ايه يا ماما انا هدخل انام اصلي تعبانة اووي تصبحي على خير....
دخلت الى غرفتي بعد ان ازحت على الماضي الستائر وكشف امامي كطفل عند ميلاده لا يلونها الا ابتسامات رسمت على وجوه كلا منا لسنا استرجعنا ذكريات مفرحة فقط بل بعضها مؤلم ...مؤلم للغاية ولكن كقول انيس منصور اننا نحب الماضي فقط لانه مضى ولو جاء لكرهناه....وتلك المقولة تنطبق علينا الان انا وادهم ليس مجرد اصدقاء طفولة لا احنا روح واحدة في جسدين صداقتنا اللي امتدت عند الصغر كبرت معانا في كل لحظة عشاناها في حياتنا ....فرقتنا الاقدار ونحن مبلولين بالدموع والحسرة والاشتياق وها هي تجمعنا الان ونحن مملوءين بالفرح والسعادة وممتنين للايام التي جمعت لحظات فرحنا وحزننا .....
صعب هوا الفراق ولذيذ عند ازالته .....وعند غفوته ...فتحت درج المكتبة اللي في اوضتي ولقيت جواباتو اللي كان بيبعتهالي زمان:(هوبا معلش مش هقدر العب معاكي النهاردة عشان عمي رجع من السفر ورايحين نزورو لما ارجع هجيلكو على البيت)
ومسكت جواب اخر:(بوبا مامي بتعزمك بكرا على الغدا عندنا لازم تيجي حتى لو صحابك معاكي سيبيهم وتعالي ...هستناكي) وبداية قصتنا التي تشبه في بدايتها قصص الحب التي تقدم في هوليوود وتعيشنا الخيال باسمى ما فيه من تأمل و اجتياح حاد للمشاعر ......
ولكن شئ ما يراودني هل غيرتك الحياة سلباً ام إيجابا؟؟!!
فلتجيبني الايام .......ً
اذكر تلك الليلة الحالكة الظلام حينما كنت اركض سريعا في الغابة التي تشبه في اتساعها قارة اسيا باكملها كنت اجري واسرع وتتعالى انفاسي حتى اكاد اسمعها كضجيج مدينة تمتلأ بالسكان او صخب الالات موسيقية يرتفع نغمها عاليا الى الافق.......
لم ارى في طوال حياتي غابة مظلمة من الخارج وتضئ من الداخل كانت بجواري صديقتي بيري ولكني كنت اشعر بالوحدة والخوف والطمأنينة والمواساة ايضا فما اغرب ان تلتقي الاحاسيس المتناقضة حينها نقف مع انفسنا ساعات طوال لتفسير ما حدث .....هل ان الظلام الذي بداخله نور لا يأتي الا في الاحلام والمشاعر المشتتة لا تتلاقى الا في الرؤية لا ادري.......
سراب ما يأخذني لعالم التأمل القدري الذي اهيبه كثيرا طال الوقت وانا اركض في تلك الغابة ظننتها من الخارج انها غابات الشر evil forest التي توجد دائما في مقاطعات نيجيريا تمتلأ بالارواح الميتة التي تلتهب الحي ولكنها من الداخل تشبه جنات الخلد في نعيمها ازدهارها ورونقها ...نعم انني لم ارها ولم يرها احد ولكن هذا تصوري لها اخالها مزدهرة بالراحة والطمأنينة والسكينة التي تعم قلوب الحيارى امثالي وامثالكم قدرا وفيرا من الملذات الناعمة........
انتفضت من السرير ونظرت الى الساعة وجدتها متأخرة لبست بسرعة جدا وكأن خوفي اني اتأخر عن الشغل هوا اللي انتشلني من ذاك الحلم المهيب والمثير وارادتي القوية ان افسرها وستفسره ليا الاقدار عن قريب......
-ليه يا ماما مصحتنيش بدري الوقت اتأخر جدا ومش عايزة ياخدو انطباع عني وحش
-ايه يا ضنايا ايه اللي جرالك الساعة يدوبك سبعة ونص وانتي رجعتي امبارح من الشغل متأخرة فقلت اكيد تعبانة واسيبك تنامي
-يا ماما الشغل بيبتدي بدري اصلا وبتأخر فيه عادي فمتقلقوش عليا انا ببقى كويسة وباي بقى عشان الحقلي اي مواصلات
-طب مش هتفطري دا انتي مكلتيش حاجة من امبارح
-هاكل اي حاجة هناك متقلقيش باي يا قمر
رحت الشركة بدري كنت عايزة اوصل قبليه مش عارفة ليه اهي تفاهات وخلاص بس الغريبة اني لقيت بيري جات قبليا بكتير وطبعا دا شئ يدعو للاستغراب والاندهاش وايضا الاستفسار....
-بيري ...صباح الخير بيري صح ولا انا غلطانة
-صباح النور...ايوة انا بيري يا خفيفة فيا ايه متغير
-بتسألي ايه اللي متغير فيكي دا انتي ماشاء الله كلك متغيرة شياكة والاقة وصحيان بدري وانتظام ...معرفتكيش والله
-عادي يعني يا هوبا مهي المناصب محتاجة تغيرات لان التغيرات الحياتية بتقضي على العادات اليومية ...مش هوا دا كلامك اللي محفظهولي...
-ضحكت :اه يا ستي كلامي...طب كويس انك بتعملي بيه اهي حاجة عدلة في حياتك بدل السرمحة اللي كنتي فيها
-مسكت الملف:غوري يا هبة من هنا بدل ما الزقهولك في وشك
-ماشي يا بيري بس ابقي افتكريها
صداقتي ببيري كانت تفوق كل الحدود فامتدادها معي طوال سنين الجامعة قوى اواصرها فليست مجرد رفيقة وحسب بل ان عاداتي وعاداتها يرتبطان ببعضهم اثنتانا نفهم بعضنا لا يمكن اتخيل يومي من غير ما اكلمها ولا اشوفها وهيا كمان ارتبطت بيا بصورة غير طبيعية ....
قعدت شوية كدا في المكتب وبعد شوية رن تليفوني كانت نمرة غريبة اول مرة اشوفها رديت...
-الو مين معايا
-اجابتني بصوت مخنوق من العياط ونفس يزداد:الو ازيك يا هبة انا فريدة فاكراني
-سوري والله مش فاكرة رباب مين
-فريدة يا هبة فريدة النشار صحبتك اللي كنت معاكي في المدرسة لحدي الاعدادية وبعد كدا سافرتي فاكراني...
-اه فريدة طبعا افتكرتك هوا انتي تتنسي برضو..ازيك يا بنتي عاملة ايه يارب تكوني كويسة
-عيطت جامد وصوتها كان مبحوح:انا مش كويسة خالص يا هبة تعبانة تعبانة بجد
-في ايه بس يا بنتي طب اهدي شوية واضح من صوتك ان في حاجة صعبة حصلتلك
-اه يا هبة انا مدمرة بجد ممكن تجيلي عايزة اتكلم مع حد حاسة اني هموت
-طب اديني العنوان كدا وانا هجيلك
طلعت اجري من الشركة كنت عايزة الحقها باي طريقة خفت عليها جدا لان فريدة من واحنا صغيرين متهورة جدا وبتحكم بمشاعرها وعمرها ما بتفكر بعقلها ولو للحظة ..امكن نسيت اقول ان فريدة كانت جزء من طفولتي برضو او بالمعنى الاصح طفولتنا انا وادهم ... كانت صحبتي العزيزة صديقي اللي اسراري وحكاياتي معاها بحكيلها كل حاجة عني بحسها اختي وصحبتي وكل حاجة ليا امكن لان ربنا مرزقنيش باخت فاكيد عوضني بفريدة وبيري.....فريدة صفاتها الجميلة كتيرة جدا بس عيوبها برضو كتيرة مثلا عندها التهور والاندفاع والتصرفات الطائشة
وانا ماشية وجارية بسرعة اصتدمت بادهم..
-ايه يا هبة مالك بتجري ليه بالشكل دا خير
-فريدة يا ادهم فريدة
-فريدة مين .....-فريدة النشار اللي كانت صحبتنا وساكنة في اول الشارع كنا بنلعب مع بعض على طول فاكرها
-اه فريدة النشار فاكرها طبعا بس انتي ايه اللي فكرك بيها فجأة كدا
-اصلها اتصلت بيا وكانت معيطة جامد وقالت انها عاوزة اتقابلني ومحتاجة تتكلم مع حد وادتني العنوان بس شكلها بتمر بحاجة صعبة اووي
-طب انا هجي معاكي شكلها فعلا محتجاني دلوقتي
وصلنا قدام باب بيت فريدة فتحت الباب وكانت منهارة جدا بتعيط بوجع جامد ......
-ايه يا فريدة ما تهدي شوية كدا مش كويس عشانك
-اجابت بصوت مبحوح:ادهم ازيك واحشني والله. .انشاء الله هاهدا
-انا كويس الحمد لله. ...انتي اللي مش هتبقي كويسة غير لما تهدي كدا وتبطلي عياط وتقوليلنا مالك
-اجبت انا:فعلا كلام ادهم صح ...اهدي كدا واحكيلنا ايه اللي حصل بالظبط عشان نعرف نساعدك...
-حاضر هقولكو ..الموضوع ببساطة ان بابا في الفترة الاخيرة كان تعبان شوية ورحنا عند دكاترة كتير وكانت النتيجة واحدة شوية ارهاق بس الموضوع اتطور اووي وامبارح تعب جدا وكان بيندهلي بصعوبة وبيطلب اني اساعدو (وتعيط جامد) بس للاسف ملحقتش الحقو لانو مات ....مات يا هبة
ضممتها بشدة مدرتش بنفسي غير وانا بطبطب عليها حسيت من كلامها ان الفراق صعب والحرمان من اعز الناس عندك شعور قاسي جدا مفيش حد يتمنى انو يمر بيه .....فريدة ماماتها متوفية من يوم ما تولدت عمرها ما شافتها بس اكيد كانت بتتخيلها معانا وبتحطلها ملامح لوحدها وكانت رافضة تشوف اي صورة ليها عندها اعتقاد ان الصور لاشخاص من الماضي ملهاش اي لازمة غير انها بتحسسنا بالنقص والحسرة كانت شايفة ان افضلها تتخيل صورة والدتها لوحدها يمكن يلتقو في يوم ما...حياة ما....ومكان ما.....تعلق فريدة بباباها كسر كل الحواجز ارتبطت بيه بطريقة تخلي حياتها من غير والدها حاجة مستحيلة لان اصعب احساس مش انك تفقد حد عزيز وخلاص الاصعب انك تفقد حد عمرك في حياتك ما خططت لعيشتك من بعدو كانت كل احلامك بيكون موجود طموحاتك ...مستقبلك ...كل لحظة مرتبطة بيه وبصورتو وبكيانو ....ساعتها الفراق بيبقى صعب جدا وفي بعض الاحيان قاتل.....
وغيرهم كتيير من الاوراق التي شهدت جاوبني بحزن:انساكي ....انساكي ايه دي كلمة كبيرة جدا وعمرها ما حتتقق ولا ليها مكان في قلبي...بس انتي هتوحشيني هتوحشيني اووي يا هوبا
-انهمرت دموعي بقوة لم اتمكن من احتباسها وجاوبتو بصوت مبحوح:وانتا كمان هتوحشني اووي
مسكتني من ايديا وضماني جامد حسيت بحنانو اول مرة ايدو كانت بتبطب عليا بحنية ورقة اووي كانت اول مرة تحضني فيها بس مكنش نفسي لما تحضني تكون دي لحظة الوداع بينا.......
امكن دي كانت اكتر لحظة حزينة ولذيذة بالنسبالي لحظة لا يمكن تعدي سنة غير لما افتكرها لحظة من اللحظات الخالدة في حياتنا اللي مش ممكن تزيحها الحياة بمشاغلها وهمومها .......
رحت على مكتبي واتفرجت فيه كان حلو اووي وجميل لان عمر ما ادهم جابلي حاجة وحشة اصلا...وبعد شوية دخلت عليا بيري وكانت الفرحة واضحة جدا في عينيها وملامحها طايرة في سماء البهجة.....
-الله الله البرنسيسة وصلت ....ايه الابتسامة التي ذات مغذى ديا والاشراقة المبهجة دي.....
-اه يلا اتريقي اتريقي مهو انا اصلا غلطانة اني جاية احكيلك...انا ماشية احسن
-لا لا يا بيري يا حبيبتي انا مش قصدي اصلي بس بوصف الحالة اللي انتي فيها واضح انك وقعتي ومحدش سمى عليكي
-لا يعني مش للدرجة دي دا مجرد اعجاب ممكن يتطور وممكن ينتهي هنشوف
-امممم بس الواضح ان الموضوع جد
-اه شكلو كدا بس مازن دا كيوت خالص مقلكيش ودمو خفيف اووي دا موتني من الضحك بلس بقى انو جين وفي بوزشن كبير
-اه مهو واضح الضحك والفرفشة بينكو كانت clear like sun ....واسمو حلو نوعا ما ومتناغمة مع اسمك بيري ومازن كيوووت يا حبيبتي
-يارب بقى تكمل على خير لاحسن انا زهقت بجد
نظرت اليها نظرات صامتة كانت كافية اني استنتج اللي انا عايزة افهمو واحلل التغيير المفاجئ دا....
فلطالما فشلت في تفسير شخصية بيري امكن هيا تكون من نوع الناس اللي بتكون شخصياتهم ضبابية غير واضحة الملامح بنقعد نفكر ايام وليالي عشان نعرف نحللها وبرضو مبنقدرش....اوقات بحس انها زي رسمة رسمها فنان في ورقة بيضة ممكن في اي وقت حد يمحيها ويرسم لها كيان وشخصية تانية واوقات بحس انها عامل زي اثار منحوتة على الجدران نحتها مبدع بأدق التفاصيل من الصعب انها تزول وقد تبلغ المستحيل بحس انها كدا بتفرض عقلها ..كيانها...وتفكيرها بالرغم من عدم اقتناع الاغلبية ....اي شخص انتي يا بيري مش قادرة اعرفك بالرغم من ان صداقتي بيكي عمرها اكتر من7 سنين بس لسا محتاجة وقت عشان افهمك بالشكل الصحيح. ......
رجعت الى المنزل ولقيت ماما مستنياني كالعادة....
-ها يا حبيبتي طمنيني عملتي ايه...يارب يكون قبلوكي في الشغل دا
-اه يا ماما الحمد لله دا انا اتوظفت في منصب عالي ومرتب ولا كنت احلم بربعو
-يا صلاة النبي احسن طول عمري بدعيلك انك تلاقي الوظيفة اللي تعوضك عن كل تعبك دا والحمد لله ربنا كرمك اهو
-متعرفيش يا ماما قابلت مين هناك...وتقريبا لو مكنتش لقيتو مكنش هيكون لا شغل ولا مشغلة
-مين يا هوبا....اعرفو
-طبعا تعرفيه وعز المعرفة كمان...فاكرة ادهم ....ادهم النشوءاتي اللي كان جارنا زمان
اه افتكرتو دا ابن حلال اووي وطيب ...والله زمان ابقي سلميلي عليه اووي...تلاقيه دلوقتي كبر وليه مركزو
-اه طبعا بقولك دا هوا اللي ماسك الشركة كلها ...بقولك ايه يا ماما انا هدخل انام اصلي تعبانة اووي تصبحي على خير....
دخلت الى غرفتي بعد ان ازحت على الماضي الستائر وكشف امامي كطفل عند ميلاده لا يلونها الا ابتسامات رسمت على وجوه كلا منا لسنا استرجعنا ذكريات مفرحة فقط بل بعضها مؤلم ...مؤلم للغاية ولكن كقول انيس منصور اننا نحب الماضي فقط لانه مضى ولو جاء لكرهناه....وتلك المقولة تنطبق علينا الان انا وادهم ليس مجرد اصدقاء طفولة لا احنا روح واحدة في جسدين صداقتنا اللي امتدت عند الصغر كبرت معانا في كل لحظة عشاناها في حياتنا ....فرقتنا الاقدار ونحن مبلولين بالدموع والحسرة والاشتياق وها هي تجمعنا الان ونحن مملوءين بالفرح والسعادة وممتنين للايام التي جمعت لحظات فرحنا وحزننا .....
صعب هوا الفراق ولذيذ عند ازالته .....وعند غفوته ...فتحت درج المكتبة اللي في اوضتي ولقيت جواباتو اللي كان بيبعتهالي زمان:(هوبا معلش مش هقدر العب معاكي النهاردة عشان عمي رجع من السفر ورايحين نزورو لما ارجع هجيلكو على البيت)
ومسكت جواب اخر:(بوبا مامي بتعزمك بكرا على الغدا عندنا لازم تيجي حتى لو صحابك معاكي سيبيهم وتعالي ...هستناكي) وبداية قصتنا التي تشبه في بدايتها قصص الحب التي تقدم في هوليوود وتعيشنا الخيال باسمى ما فيه من تأمل و اجتياح حاد للمشاعر ......
ولكن شئ ما يراودني هل غيرتك الحياة سلباً ام إيجابا؟؟!!
فلتجيبني الايام .......ً
اذكر تلك الليلة الحالكة الظلام حينما كنت اركض سريعا في الغابة التي تشبه في اتساعها قارة اسيا باكملها كنت اجري واسرع وتتعالى انفاسي حتى اكاد اسمعها كضجيج مدينة تمتلأ بالسكان او صخب الالات موسيقية يرتفع نغمها عاليا الى الافق.......
لم ارى في طوال حياتي غابة مظلمة من الخارج وتضئ من الداخل كانت بجواري صديقتي بيري ولكني كنت اشعر بالوحدة والخوف والطمأنينة والمواساة ايضا فما اغرب ان تلتقي الاحاسيس المتناقضة حينها نقف مع انفسنا ساعات طوال لتفسير ما حدث .....هل ان الظلام الذي بداخله نور لا يأتي الا في الاحلام والمشاعر المشتتة لا تتلاقى الا في الرؤية لا ادري.......
سراب ما يأخذني لعالم التأمل القدري الذي اهيبه كثيرا طال الوقت وانا اركض في تلك الغابة ظننتها من الخارج انها غابات الشر evil forest التي توجد دائما في مقاطعات نيجيريا تمتلأ بالارواح الميتة التي تلتهب الحي ولكنها من الداخل تشبه جنات الخلد في نعيمها ازدهارها ورونقها ...نعم انني لم ارها ولم يرها احد ولكن هذا تصوري لها اخالها مزدهرة بالراحة والطمأنينة والسكينة التي تعم قلوب الحيارى امثالي وامثالكم قدرا وفيرا من الملذات الناعمة........
انتفضت من السرير ونظرت الى الساعة وجدتها متأخرة لبست بسرعة جدا وكأن خوفي اني اتأخر عن الشغل هوا اللي انتشلني من ذاك الحلم المهيب والمثير وارادتي القوية ان افسرها وستفسره ليا الاقدار عن قريب......
-ليه يا ماما مصحتنيش بدري الوقت اتأخر جدا ومش عايزة ياخدو انطباع عني وحش
-ايه يا ضنايا ايه اللي جرالك الساعة يدوبك سبعة ونص وانتي رجعتي امبارح من الشغل متأخرة فقلت اكيد تعبانة واسيبك تنامي
-يا ماما الشغل بيبتدي بدري اصلا وبتأخر فيه عادي فمتقلقوش عليا انا ببقى كويسة وباي بقى عشان الحقلي اي مواصلات
-طب مش هتفطري دا انتي مكلتيش حاجة من امبارح
-هاكل اي حاجة هناك متقلقيش باي يا قمر
رحت الشركة بدري كنت عايزة اوصل قبليه مش عارفة ليه اهي تفاهات وخلاص بس الغريبة اني لقيت بيري جات قبليا بكتير وطبعا دا شئ يدعو للاستغراب والاندهاش وايضا الاستفسار....
-بيري ...صباح الخير بيري صح ولا انا غلطانة
-صباح النور...ايوة انا بيري يا خفيفة فيا ايه متغير
-بتسألي ايه اللي متغير فيكي دا انتي ماشاء الله كلك متغيرة شياكة والاقة وصحيان بدري وانتظام ...معرفتكيش والله
-عادي يعني يا هوبا مهي المناصب محتاجة تغيرات لان التغيرات الحياتية بتقضي على العادات اليومية ...مش هوا دا كلامك اللي محفظهولي...
-ضحكت :اه يا ستي كلامي...طب كويس انك بتعملي بيه اهي حاجة عدلة في حياتك بدل السرمحة اللي كنتي فيها
-مسكت الملف:غوري يا هبة من هنا بدل ما الزقهولك في وشك
-ماشي يا بيري بس ابقي افتكريها
صداقتي ببيري كانت تفوق كل الحدود فامتدادها معي طوال سنين الجامعة قوى اواصرها فليست مجرد رفيقة وحسب بل ان عاداتي وعاداتها يرتبطان ببعضهم اثنتانا نفهم بعضنا لا يمكن اتخيل يومي من غير ما اكلمها ولا اشوفها وهيا كمان ارتبطت بيا بصورة غير طبيعية ....
قعدت شوية كدا في المكتب وبعد شوية رن تليفوني كانت نمرة غريبة اول مرة اشوفها رديت...
-الو مين معايا
-اجابتني بصوت مخنوق من العياط ونفس يزداد:الو ازيك يا هبة انا فريدة فاكراني
-سوري والله مش فاكرة رباب مين
-فريدة يا هبة فريدة النشار صحبتك اللي كنت معاكي في المدرسة لحدي الاعدادية وبعد كدا سافرتي فاكراني...
-اه فريدة طبعا افتكرتك هوا انتي تتنسي برضو..ازيك يا بنتي عاملة ايه يارب تكوني كويسة
-عيطت جامد وصوتها كان مبحوح:انا مش كويسة خالص يا هبة تعبانة تعبانة بجد
-في ايه بس يا بنتي طب اهدي شوية واضح من صوتك ان في حاجة صعبة حصلتلك
-اه يا هبة انا مدمرة بجد ممكن تجيلي عايزة اتكلم مع حد حاسة اني هموت
-طب اديني العنوان كدا وانا هجيلك
طلعت اجري من الشركة كنت عايزة الحقها باي طريقة خفت عليها جدا لان فريدة من واحنا صغيرين متهورة جدا وبتحكم بمشاعرها وعمرها ما بتفكر بعقلها ولو للحظة ..امكن نسيت اقول ان فريدة كانت جزء من طفولتي برضو او بالمعنى الاصح طفولتنا انا وادهم ... كانت صحبتي العزيزة صديقي اللي اسراري وحكاياتي معاها بحكيلها كل حاجة عني بحسها اختي وصحبتي وكل حاجة ليا امكن لان ربنا مرزقنيش باخت فاكيد عوضني بفريدة وبيري.....فريدة صفاتها الجميلة كتيرة جدا بس عيوبها برضو كتيرة مثلا عندها التهور والاندفاع والتصرفات الطائشة
وانا ماشية وجارية بسرعة اصتدمت بادهم..
-ايه يا هبة مالك بتجري ليه بالشكل دا خير
-فريدة يا ادهم فريدة
-فريدة مين .....-فريدة النشار اللي كانت صحبتنا وساكنة في اول الشارع كنا بنلعب مع بعض على طول فاكرها
-اه فريدة النشار فاكرها طبعا بس انتي ايه اللي فكرك بيها فجأة كدا
-اصلها اتصلت بيا وكانت معيطة جامد وقالت انها عاوزة اتقابلني ومحتاجة تتكلم مع حد وادتني العنوان بس شكلها بتمر بحاجة صعبة اووي
-طب انا هجي معاكي شكلها فعلا محتجاني دلوقتي
وصلنا قدام باب بيت فريدة فتحت الباب وكانت منهارة جدا بتعيط بوجع جامد ......
-ايه يا فريدة ما تهدي شوية كدا مش كويس عشانك
-اجابت بصوت مبحوح:ادهم ازيك واحشني والله. .انشاء الله هاهدا
-انا كويس الحمد لله. ...انتي اللي مش هتبقي كويسة غير لما تهدي كدا وتبطلي عياط وتقوليلنا مالك
-اجبت انا:فعلا كلام ادهم صح ...اهدي كدا واحكيلنا ايه اللي حصل بالظبط عشان نعرف نساعدك...
-حاضر هقولكو ..الموضوع ببساطة ان بابا في الفترة الاخيرة كان تعبان شوية ورحنا عند دكاترة كتير وكانت النتيجة واحدة شوية ارهاق بس الموضوع اتطور اووي وامبارح تعب جدا وكان بيندهلي بصعوبة وبيطلب اني اساعدو (وتعيط جامد) بس للاسف ملحقتش الحقو لانو مات ....مات يا هبة
ضممتها بشدة مدرتش بنفسي غير وانا بطبطب عليها حسيت من كلامها ان الفراق صعب والحرمان من اعز الناس عندك شعور قاسي جدا مفيش حد يتمنى انو يمر بيه .....فريدة ماماتها متوفية من يوم ما تولدت عمرها ما شافتها بس اكيد كانت بتتخيلها معانا وبتحطلها ملامح لوحدها وكانت رافضة تشوف اي صورة ليها عندها اعتقاد ان الصور لاشخاص من الماضي ملهاش اي لازمة غير انها بتحسسنا بالنقص والحسرة كانت شايفة ان افضلها تتخيل صورة والدتها لوحدها يمكن يلتقو في يوم ما...حياة ما....ومكان ما.....تعلق فريدة بباباها كسر كل الحواجز ارتبطت بيه بطريقة تخلي حياتها من غير والدها حاجة مستحيلة لان اصعب احساس مش انك تفقد حد عزيز وخلاص الاصعب انك تفقد حد عمرك في حياتك ما خططت لعيشتك من بعدو كانت كل احلامك بيكون موجود طموحاتك ...مستقبلك ...كل لحظة مرتبطة بيه وبصورتو وبكيانو ....ساعتها الفراق بيبقى صعب جدا وفي بعض الاحيان قاتل.....
الحلقة الخامسة
مرت ايامي مسرعة تتسارع كسباق خيال تتعالى اقدامها هربا من ماضي ما وتوقا لمستقبل تظهر ملامحه رويدا رويدا ......كل يوم بقعد بالساعات مع ادهم بتتخللها الضحك والخناقة والاستذكار والمغازلة والامل واليأس يتلخص القول ان اقول انها لحظات ممزوجة بكل ملذات الحياة ومعكراتها لحظاتنا هي ملكنا تخصنا احنا بس انا وهو محدش بيفهمها غيرنا ولا حد من حقو يتغلغل فيها ويحاول تفسيرها لان احنا من صنعنا تلك اللحظات ونحن من ننهيها...نحن ولا احد سوانا....
كل يوم بجي الصبح ببقى على يقين اني ببني حياة جديدة بحقق احلام وطموح سطرت لها منذ العمر المبكر عمر ما طموحي خزلني دايما بيتحقق يمكن بعد مشقة وتعب شوية بس المهم انو بيتحقق يمكن السبب ان احلامي وتطلعاتي متواضعة زي مبحلمش باحلام من الخارج فخمة ومن الداخل فارغة لا تعني شئ... فمثلا عمري ما حلمت اركب عربية كلاس ولا اشترك في نادي فخم ولا كل يوم اتعشى في مطعم غالي وضخم وكل سنة اسافر باريس وروما ...عمري ما حلمت بكدا لعلمي ان دا كلو مجرد برستيج يعني منظرة مش اكتر ...انا شخصيا ميلزمنيش كل دا يكفيني اني كل يوم بجي وانا عارفة اني بعمل حاجة بحبها اني بفرغ قدراتي وامكانياتي في المهنة اللي بحبها وبشتغل مع ناس بتجمعني بيهم صداقة وحب واحترام ...كفاية اني بشوف فخر بابايا ومامتي وهما شايفني واحدة مسؤولة وشايلة همهم ومبسوطة في شغلي ......
النهاردة انا جيت بدري دخلت مكتبي كان ملخبط كدا فقعدت ارتب في واتصدمت ايدي فجأة بجواب مغلف بطريقة جميلة جدا اثار فضولي وامتلأت ترقبا لاني اعرف فيه ايه ففتحتو لما قريت من برا :الى هبة
الرسالة:(
الحب قصيدة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع اوراق الشجر
الحب منقوش على اصوات العصافير...وحبات المطر
حين سقطت في الحب تغيرت...
وتغيرت معي مملكة الرب...
صار الدجى ينام في معطفي ....
وتشرق الشمس من الغرب....)
مش قادرة اوصفلكو مدى سعاديتي وارتياحي وانا بقرا في الجواب راقتني الحروف والكلمات كثيرا الجمل تبدو حالمة كثيرا انتفضتني من الخوف الى الطمأنينة ومن الحب الى السكينة ومن العبث الى الترتيب والتدبير ..تدبير مشاعر وافكار ووميض القصص الذي يلوح لي في هذا الحين .... ولكنه ينسى انني من علمته تلك المعاني السامية.....اخرجت من الدرج قصة اشتريتها من كم يوم كدا كنت تواقة لقراءة اي شئ تحافظ على المشاعر التي اثارها هذا الجواب بداخلي....
اتت بيري تركض مسرعة جاءت و الابتسامة تنير خداها وعيناها يكادا يخلعا من محجريهما من شدة الفرح....
-هبة...هبة...باركيلي باركيلي
-الف الف مبروك يا بيري...بس على ايه عايزة افهم
-انا اتخبطت خلاص...-ايه دا بجد اتخبطي...طب مين
-مازن يا بنتي انتي نسيتيه ولا ايه جيه النهاردة وصارحني وقالي انو عايز يرتبط بيا لا وكمان حددلي معاد الخطوبة
-الف مبروك يا حبيبتي انتي تستاهلي كل خير بجد فرحتلك والخطوبة امتى بقى
-الله يبارك فيكي يا هوبا ... بعد بكرا انشاء الله
-خطرت ببالي فكرة فقلتلها:بقولك ايه يا بيري كنت عايزة اعزم واحدة صحبتي الخطوبة دي اصلها بتمر بظروف صعبة وعايزاها تفك كدا
-اه of course invite her بس هيا مين صحبتك دي وانا معرفهاش
-لا دي صحبتي من ايام زمان لما كنت صغيرة لسا زي ادهم كدا اسمها فريدة تقريبا حكيتلك عنها قبل كدا...
-اه كأنك قلتيلي عنها قبل كدا...اوكي ماشي اعزميها واروح انا اجهز نفسي هوا بكرا اصلا off مش كدا
-اه بكرا اجازة معندناش شغل ...انا برضو هروح اشتريلي فستان كدا جميل مهي خطوبتك بقى لازم نشرفوكي....
-ههههه ماشي يا ستي see you
ذي ما توقعت بالظبط بيري هترتبط بشخص بالرغم من انها على طول بتصر انها عمرها ما هتلاقي حد يفهمها ولا تفهمو ولا هتقدر تتعايش مع حد ولا هتبدئ علاقة وهيا اصلا عارفة نهايتها كانت بتفكر بتحرر في الفكر غير عادي انسانة مستقلة مبيحكمهاش حدود او خطوط معينة بتتعدى باحلامها كل المسافات ...دلوقتي بس هقدر احلل شخصية بيري ...بيري انسانة ديمقراطية جدا تعشق التحرر وتكره قيود المجتمع مبادئها ضعيفة بتتغير بتكنولوجيا العصر بنسيم رياح التقدم تتحرف معتقداتها وتنبني من جديد ممكن اقول عليها انها من الصعب التطبع بصفات حد بتؤمن بنفسها ومبتحاولش تغيرها الا باللي هيا مقتنعة بيه وعايزاها .....شخصيتنا انا وهيا مختلفة جدا عن بعض ودا الشئ اللي بيعلقني بيها كل يوم بزيادة.....
لبست فستان اسود كلاسيكي عليه وردة فضي وشوز فضية لامعة وشنطة سودة جذابة كنت simple جدا مقارنة بالباقين كان جمالي لا يمسس جاذبيتهم بشئ مفيش حد بيعيرني اهتمام رحت اسلم على بيري ومازن.......
-الف الف مبروك يا مازن يارب يسعدك على طوول
-الله يبارك فيك يا هبة...ربنا يسعدك انتي كمان وعبالك
-بيري :يارب بقى لاحسن زهقت من البت دي هتفضل قاعدة في ارابيزي طول عمرها
-ايه يختي هو انتي كنتي بتصرفي عليا من جيبك ...طب ايه رأيك بقى مش هتجوز ولا حتى بفكر في الموضوع
-وفجأة يجي ادهم وسمع الجملة الاخيرة:
دي مين دي بقى اللي مش عايزة تتجوز دي
-بيري:تعالا يا ادهم احضرنا الست هبة قال ايه مش عايزة تتجوز....عاجبك كدا
-لا بقى دي سيبوهالي انا هتصرف معاها ملكوش دعوة انتو (ومسكني من ايدي وزقني معاه)
-صحيح بقى اللي انا سمعتو دا يعني ايه مش تتجوزي
-انا حرة انتا مالك متنرفز كدا ليه (واحاول اغيظو شوية) عندك ليا عريس ولا حاجة ......
-والله لو عاووة ممكن اجيبلك بس ابقي اكتبيلي المواصفات والمقادير في ورقة وانا هجبهولك زي ماهوا
-ايه دا حيلك حيلك هوا بسكوت ....انا اللي مش عايزة
-ضحك:بطلي هبل بقى انشاء الله هشوفك في بيت عدلك يا هبة يا بنت فوقية
-ايه شغل الشحاتة دا ....ومش هيحصل اطمن
-يا ستي انا متأكد انو هيحصل وهتشوفي بس المشكلة اني عايزة اعرف مين هيبقى قاعد جمبك في الكوشة (وبصلي جامد وسحرنا في عالمنا التاني وبدأ طيف المشاعر في التلألؤ والظهور والالتماع واسترجاع ماضينا من جديد وتلامست ايدينا بحميمية دافئة وارتياح مرتسم على وجهينا وصمت يملأ جميع ارجاء حديثنا)
- قطعت ذاك الصمت قائلة:مكنتش اعرف انك بتقرا اشعار لنزار قباني ...بس انتا انتقيت اجمل مقطتفاتو
-لا انا مش بقرا لنزار قباني وانتي ايه اللي يخليكي تقولي كدا
-الله من الشعر اللي كان في الجواب ولا فاكرني بخرف
-جواب ايه انا مكتبتش جواب لحد
-اووف يا ادهم بطل استعباط بقى مفيش غيرك اصلا اللي بيكتبلي جوابات ولا ناسي
-اوكي براحتك لو مش عايزة تصدقي انا مبعتش اي جواب
كان يكفيني ان اعرف من نظراته انه من كتبه فادهم كان ومازال يغلب عليه القوة الجبارة في الاعتراف بمشاعره يرى انها غالية وثمينة لازم نحتفظ بيها جوانا ولنفسنا احنا وبس ....منكرش اني بموت في تأنفو دا بعشق كبريائو العالي دا بحس انها من اجمل الصفات اللي فيه ......بصيت من الجهة التانية ولقيت فريدة جت فرحت جدا من جوايا انها قدرت تيجي عشان تفك عن نفسها حسيت بانجاز عظيم لما اقنعتها في التليفون انها تيجي كانت جميلة جدا بالرغم من بساطة لبسها لكن جمالها طاغي جدا بصورة لا توصف.....
-انا مبسوطة اووي يا ديدا انك جيتي متتصوريش فرحتي قد ايه
-ميرسي يا هوبا قلت افك عن نفسي شوية واجي واشوف ناس وكدا يمكن اطلع من الحالة اللي انا فيها دي
-اكيد يا حبيبتي هتفكي الحالة اللي انتي فيها دي ناتجة اصلا من الانطوائية اللي عملاها على نفسك ...قافلة عليكي لا بتخرجي ولا بتتكلمي مع حد فاكيد هيجيلك اكتئاب
-عندك حق يا هبة انا لازم اخلص من الحالة اللي ركباني دي....ازيك يا ادهم عامل ايه
-انا تمام الحمد لله انتي ايه اخبارك
-انا كويسة الحمد لله
-حاولت الطف الجو شوية:ها مش ناوي تعترف يا سي ادهم وتقول ان انتا اللي كتبت الجواب....
-اهاا شكل كدا الموضوع هيطول ...قلتلك مش انا
-طب احلف كدا عشان اصدقك
-ارتبك شوية:احلف..احلف ليه يعني مفيش حاجة تستاهل وقفلي بقى
-اوكي يا سيدي همشيهالك .....طب اي رأيك نلعب لعبة الصلات بين الاشياء اللي كنا بنلعبها زمان
-اه دي كانت حلوة اووي يلا ابتدي انتي...
-امممم ايه الصلة بيني وبين السماء
-انتي والسماء بالنسبالي حاجة عالية جدا السماء مش هقدر اوصل لقمتها مهما حصل لبعدها الكبير عني..اما انتي بقى من الصعب اني اصل لقلبك لاني من الاصل متملك عقلك
-اهااا ايه دا بقى انا حاسة بشوية غرور هوا انتا...
-اهااا ايه دا بقى انا حاسة بشوية غرور هوا انتا...
-قاطعني فجأة وحط ايدو على فمي:بس نسيت اقولك الصلة الاساسية هوا اني لما ببص في عنيكي بتأملها بنسى السماء وما فيا من نجوم او اقمار عارفة دا معنى ايه ان انتي بالنسبالي فضاء كامل في كل اللألئ الغالية وعينيكي بالنسبالي مجرات عمري ما هزهق وانا بتأملها
اجناحتني تلك الكلمات كرياح عاتية انستني ما حولي وجعلتني اثيرة لها بحب كلماتو اللي بتسحرني بتضعفني لدرجة اني ببقى مشلولة لما بسمعها بفقد النطق والكلام بتبقى بس عنيا اللي شغالة بتعبر وتوصف ما داخلي من مشاعر......
-فريدة:احم احم طب هسألك انا يا ادهم
-ها قولي يا فريدة بس ياريت يكون سؤال جميل زي بتاع هبة كدا
-اه ما هو سؤال جميل برضو هيخليك تعبر عن مشاعرك برضو......مين الاحلى هبة ولا القمر...
-ابتسم بهدوء اثار فضولي عشان اعرف جوابو:
الاجابو واضحة القمر حلو جدا وهبة في عنيا برضو حلوة مفيش واحد احلى من التاني بس في صلة تقارب بينهم
-بصتلو برقة:ايه عيا يا ادهم عايزة اعرف
مرت ايامي مسرعة تتسارع كسباق خيال تتعالى اقدامها هربا من ماضي ما وتوقا لمستقبل تظهر ملامحه رويدا رويدا ......كل يوم بقعد بالساعات مع ادهم بتتخللها الضحك والخناقة والاستذكار والمغازلة والامل واليأس يتلخص القول ان اقول انها لحظات ممزوجة بكل ملذات الحياة ومعكراتها لحظاتنا هي ملكنا تخصنا احنا بس انا وهو محدش بيفهمها غيرنا ولا حد من حقو يتغلغل فيها ويحاول تفسيرها لان احنا من صنعنا تلك اللحظات ونحن من ننهيها...نحن ولا احد سوانا....
كل يوم بجي الصبح ببقى على يقين اني ببني حياة جديدة بحقق احلام وطموح سطرت لها منذ العمر المبكر عمر ما طموحي خزلني دايما بيتحقق يمكن بعد مشقة وتعب شوية بس المهم انو بيتحقق يمكن السبب ان احلامي وتطلعاتي متواضعة زي مبحلمش باحلام من الخارج فخمة ومن الداخل فارغة لا تعني شئ... فمثلا عمري ما حلمت اركب عربية كلاس ولا اشترك في نادي فخم ولا كل يوم اتعشى في مطعم غالي وضخم وكل سنة اسافر باريس وروما ...عمري ما حلمت بكدا لعلمي ان دا كلو مجرد برستيج يعني منظرة مش اكتر ...انا شخصيا ميلزمنيش كل دا يكفيني اني كل يوم بجي وانا عارفة اني بعمل حاجة بحبها اني بفرغ قدراتي وامكانياتي في المهنة اللي بحبها وبشتغل مع ناس بتجمعني بيهم صداقة وحب واحترام ...كفاية اني بشوف فخر بابايا ومامتي وهما شايفني واحدة مسؤولة وشايلة همهم ومبسوطة في شغلي ......
النهاردة انا جيت بدري دخلت مكتبي كان ملخبط كدا فقعدت ارتب في واتصدمت ايدي فجأة بجواب مغلف بطريقة جميلة جدا اثار فضولي وامتلأت ترقبا لاني اعرف فيه ايه ففتحتو لما قريت من برا :الى هبة
الرسالة:(
الحب قصيدة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع اوراق الشجر
الحب منقوش على اصوات العصافير...وحبات المطر
حين سقطت في الحب تغيرت...
وتغيرت معي مملكة الرب...
صار الدجى ينام في معطفي ....
وتشرق الشمس من الغرب....)
مش قادرة اوصفلكو مدى سعاديتي وارتياحي وانا بقرا في الجواب راقتني الحروف والكلمات كثيرا الجمل تبدو حالمة كثيرا انتفضتني من الخوف الى الطمأنينة ومن الحب الى السكينة ومن العبث الى الترتيب والتدبير ..تدبير مشاعر وافكار ووميض القصص الذي يلوح لي في هذا الحين .... ولكنه ينسى انني من علمته تلك المعاني السامية.....اخرجت من الدرج قصة اشتريتها من كم يوم كدا كنت تواقة لقراءة اي شئ تحافظ على المشاعر التي اثارها هذا الجواب بداخلي....
اتت بيري تركض مسرعة جاءت و الابتسامة تنير خداها وعيناها يكادا يخلعا من محجريهما من شدة الفرح....
-هبة...هبة...باركيلي باركيلي
-الف الف مبروك يا بيري...بس على ايه عايزة افهم
-انا اتخبطت خلاص...-ايه دا بجد اتخبطي...طب مين
-مازن يا بنتي انتي نسيتيه ولا ايه جيه النهاردة وصارحني وقالي انو عايز يرتبط بيا لا وكمان حددلي معاد الخطوبة
-الف مبروك يا حبيبتي انتي تستاهلي كل خير بجد فرحتلك والخطوبة امتى بقى
-الله يبارك فيكي يا هوبا ... بعد بكرا انشاء الله
-خطرت ببالي فكرة فقلتلها:بقولك ايه يا بيري كنت عايزة اعزم واحدة صحبتي الخطوبة دي اصلها بتمر بظروف صعبة وعايزاها تفك كدا
-اه of course invite her بس هيا مين صحبتك دي وانا معرفهاش
-لا دي صحبتي من ايام زمان لما كنت صغيرة لسا زي ادهم كدا اسمها فريدة تقريبا حكيتلك عنها قبل كدا...
-اه كأنك قلتيلي عنها قبل كدا...اوكي ماشي اعزميها واروح انا اجهز نفسي هوا بكرا اصلا off مش كدا
-اه بكرا اجازة معندناش شغل ...انا برضو هروح اشتريلي فستان كدا جميل مهي خطوبتك بقى لازم نشرفوكي....
-ههههه ماشي يا ستي see you
ذي ما توقعت بالظبط بيري هترتبط بشخص بالرغم من انها على طول بتصر انها عمرها ما هتلاقي حد يفهمها ولا تفهمو ولا هتقدر تتعايش مع حد ولا هتبدئ علاقة وهيا اصلا عارفة نهايتها كانت بتفكر بتحرر في الفكر غير عادي انسانة مستقلة مبيحكمهاش حدود او خطوط معينة بتتعدى باحلامها كل المسافات ...دلوقتي بس هقدر احلل شخصية بيري ...بيري انسانة ديمقراطية جدا تعشق التحرر وتكره قيود المجتمع مبادئها ضعيفة بتتغير بتكنولوجيا العصر بنسيم رياح التقدم تتحرف معتقداتها وتنبني من جديد ممكن اقول عليها انها من الصعب التطبع بصفات حد بتؤمن بنفسها ومبتحاولش تغيرها الا باللي هيا مقتنعة بيه وعايزاها .....شخصيتنا انا وهيا مختلفة جدا عن بعض ودا الشئ اللي بيعلقني بيها كل يوم بزيادة.....
لبست فستان اسود كلاسيكي عليه وردة فضي وشوز فضية لامعة وشنطة سودة جذابة كنت simple جدا مقارنة بالباقين كان جمالي لا يمسس جاذبيتهم بشئ مفيش حد بيعيرني اهتمام رحت اسلم على بيري ومازن.......
-الف الف مبروك يا مازن يارب يسعدك على طوول
-الله يبارك فيك يا هبة...ربنا يسعدك انتي كمان وعبالك
-بيري :يارب بقى لاحسن زهقت من البت دي هتفضل قاعدة في ارابيزي طول عمرها
-ايه يختي هو انتي كنتي بتصرفي عليا من جيبك ...طب ايه رأيك بقى مش هتجوز ولا حتى بفكر في الموضوع
-وفجأة يجي ادهم وسمع الجملة الاخيرة:
دي مين دي بقى اللي مش عايزة تتجوز دي
-بيري:تعالا يا ادهم احضرنا الست هبة قال ايه مش عايزة تتجوز....عاجبك كدا
-لا بقى دي سيبوهالي انا هتصرف معاها ملكوش دعوة انتو (ومسكني من ايدي وزقني معاه)
-صحيح بقى اللي انا سمعتو دا يعني ايه مش تتجوزي
-انا حرة انتا مالك متنرفز كدا ليه (واحاول اغيظو شوية) عندك ليا عريس ولا حاجة ......
-والله لو عاووة ممكن اجيبلك بس ابقي اكتبيلي المواصفات والمقادير في ورقة وانا هجبهولك زي ماهوا
-ايه دا حيلك حيلك هوا بسكوت ....انا اللي مش عايزة
-ضحك:بطلي هبل بقى انشاء الله هشوفك في بيت عدلك يا هبة يا بنت فوقية
-ايه شغل الشحاتة دا ....ومش هيحصل اطمن
-يا ستي انا متأكد انو هيحصل وهتشوفي بس المشكلة اني عايزة اعرف مين هيبقى قاعد جمبك في الكوشة (وبصلي جامد وسحرنا في عالمنا التاني وبدأ طيف المشاعر في التلألؤ والظهور والالتماع واسترجاع ماضينا من جديد وتلامست ايدينا بحميمية دافئة وارتياح مرتسم على وجهينا وصمت يملأ جميع ارجاء حديثنا)
- قطعت ذاك الصمت قائلة:مكنتش اعرف انك بتقرا اشعار لنزار قباني ...بس انتا انتقيت اجمل مقطتفاتو
-لا انا مش بقرا لنزار قباني وانتي ايه اللي يخليكي تقولي كدا
-الله من الشعر اللي كان في الجواب ولا فاكرني بخرف
-جواب ايه انا مكتبتش جواب لحد
-اووف يا ادهم بطل استعباط بقى مفيش غيرك اصلا اللي بيكتبلي جوابات ولا ناسي
-اوكي براحتك لو مش عايزة تصدقي انا مبعتش اي جواب
كان يكفيني ان اعرف من نظراته انه من كتبه فادهم كان ومازال يغلب عليه القوة الجبارة في الاعتراف بمشاعره يرى انها غالية وثمينة لازم نحتفظ بيها جوانا ولنفسنا احنا وبس ....منكرش اني بموت في تأنفو دا بعشق كبريائو العالي دا بحس انها من اجمل الصفات اللي فيه ......بصيت من الجهة التانية ولقيت فريدة جت فرحت جدا من جوايا انها قدرت تيجي عشان تفك عن نفسها حسيت بانجاز عظيم لما اقنعتها في التليفون انها تيجي كانت جميلة جدا بالرغم من بساطة لبسها لكن جمالها طاغي جدا بصورة لا توصف.....
-انا مبسوطة اووي يا ديدا انك جيتي متتصوريش فرحتي قد ايه
-ميرسي يا هوبا قلت افك عن نفسي شوية واجي واشوف ناس وكدا يمكن اطلع من الحالة اللي انا فيها دي
-اكيد يا حبيبتي هتفكي الحالة اللي انتي فيها دي ناتجة اصلا من الانطوائية اللي عملاها على نفسك ...قافلة عليكي لا بتخرجي ولا بتتكلمي مع حد فاكيد هيجيلك اكتئاب
-عندك حق يا هبة انا لازم اخلص من الحالة اللي ركباني دي....ازيك يا ادهم عامل ايه
-انا تمام الحمد لله انتي ايه اخبارك
-انا كويسة الحمد لله
-حاولت الطف الجو شوية:ها مش ناوي تعترف يا سي ادهم وتقول ان انتا اللي كتبت الجواب....
-اهاا شكل كدا الموضوع هيطول ...قلتلك مش انا
-طب احلف كدا عشان اصدقك
-ارتبك شوية:احلف..احلف ليه يعني مفيش حاجة تستاهل وقفلي بقى
-اوكي يا سيدي همشيهالك .....طب اي رأيك نلعب لعبة الصلات بين الاشياء اللي كنا بنلعبها زمان
-اه دي كانت حلوة اووي يلا ابتدي انتي...
-امممم ايه الصلة بيني وبين السماء
-انتي والسماء بالنسبالي حاجة عالية جدا السماء مش هقدر اوصل لقمتها مهما حصل لبعدها الكبير عني..اما انتي بقى من الصعب اني اصل لقلبك لاني من الاصل متملك عقلك
-اهااا ايه دا بقى انا حاسة بشوية غرور هوا انتا...
-اهااا ايه دا بقى انا حاسة بشوية غرور هوا انتا...
-قاطعني فجأة وحط ايدو على فمي:بس نسيت اقولك الصلة الاساسية هوا اني لما ببص في عنيكي بتأملها بنسى السماء وما فيا من نجوم او اقمار عارفة دا معنى ايه ان انتي بالنسبالي فضاء كامل في كل اللألئ الغالية وعينيكي بالنسبالي مجرات عمري ما هزهق وانا بتأملها
اجناحتني تلك الكلمات كرياح عاتية انستني ما حولي وجعلتني اثيرة لها بحب كلماتو اللي بتسحرني بتضعفني لدرجة اني ببقى مشلولة لما بسمعها بفقد النطق والكلام بتبقى بس عنيا اللي شغالة بتعبر وتوصف ما داخلي من مشاعر......
-فريدة:احم احم طب هسألك انا يا ادهم
-ها قولي يا فريدة بس ياريت يكون سؤال جميل زي بتاع هبة كدا
-اه ما هو سؤال جميل برضو هيخليك تعبر عن مشاعرك برضو......مين الاحلى هبة ولا القمر...
-ابتسم بهدوء اثار فضولي عشان اعرف جوابو:
الاجابو واضحة القمر حلو جدا وهبة في عنيا برضو حلوة مفيش واحد احلى من التاني بس في صلة تقارب بينهم
-بصتلو برقة:ايه عيا يا ادهم عايزة اعرف
الحلقة السادسة و الأخيره
-قرب مني ولمس خدي بنعومة:الصلة بقى الحقيقة اني لما ببس للقمر في الليالي النظلمة وهوا منور بفتكرك على طوول (وقال بمداعبة) دا اي كلام اوعى تصدقي ها
ضحكت من قلبي من اعماقي حسيت اني اول مرة اضحك ضحكت وضحكت وضحكت مش عارفة ليه ولا على ايه مغازلتو وخفة دمو مزيج رائع بيخليني اطلق ضحكات تمتد الى اعلى الافق ....من شدة ضحكي ادهم برضو بقى بيضحك وكذلك فريدة بالرغم من احزانها فما اجمل ان تخفي احزان غيرك بمزحة او طرفة شعور لا يضاهيهي اي شعور اخر ....ابتسامات الاصدقاء اغلى ما في الكون يتبادلاها باريحية ومحبة فليس هناك مواقف الذ منها....
-بيري:ها يا هبة تحبي تسمعي ايه واحنا نشغلهالك
-اممم (بصيت لادهم بتأمل فرأيت عيناه تحمل كل نغمات الحب ومقطوعات الموسيقا واوتار العشق يحمل في انسانه الام العشاق ووصال الاحبة ليت ان القي اغنية تعبر عنك وعني لا اجد) والله ممكن تشغليلي خدني معك بحبها جدا
-اوكي حالا
صدح صوت العملاقة سلوى قرطيب بصوت قوت طاغي كطيور الكروان نسيمه يعتل السماء ويملأ الارجاء دفئ :(خدني معك على درب بعيد .....مطرح ما كنا ولاد صغار.....دفي ربيع بشمس جديدة نسيني يوم الصرنا كبار ....نسيني يوم الصرنا كبار ...خدني معك ...خدني ودفيني نسيني يوم الصرنا كبار ...عتب الهوى خبي وخبيني واتركني ضيع بقلب ونهار ....قول للهوى يا هواي نسيني.... نسيني يوم الصرنا كبار)
ما اروع ان تعبر عنا الاغاني وتروينا بلحنها وعزوبة كلماتها كل معاني الحب ....الاغنية دي كل ما بسمعها بتطربني وبتغلغل جوايا بس النهاردة طعمها مختلف دي احيت بداخلي رونق سامي واشعلت جوايا حنين للماضي غير عادي صنعت جوايا اشتياق قوي للحظات مضى عليها سنين ......
-بس تصدقي يا هبة ان فستانك جميل جدا...وانتي كمان جميلة اووي
-ابتسمت بكسوف واجبت بمداعبة:ايه دا انتا بتعاكسني ولا ايه عيب هكلم ماما
-ضحك بقوة كأنه استذكر ذاك الموقف:هههه الهبلة صدقت توء...توء...تعيشي وتاخدي غيرها
ضحكنا مجددا وتشابكت ايدينا بحرارة وتلاقت ابتساماتنا من جديد .....فذكرياتنا لا تزال حية يقظة بداخلنا نتذكرها في كل حين .... فحب الطفولة نقى يشع بالبراءة يتوهج بالكلاسيكية العذبة وينعمنا بالقوة والدفء لمجابهة اي صعوبات..... فعلمت حينها انك كما كنت وانني كما كنت وفريدة كما هي وعرفت انه لم تذبل وردة ماضينا بعد ولم تجف اوراق صداقتنا بعد بل لا زالت موجودة وستخلد الى الابد.....
-قرب مني ولمس خدي بنعومة:الصلة بقى الحقيقة اني لما ببس للقمر في الليالي النظلمة وهوا منور بفتكرك على طوول (وقال بمداعبة) دا اي كلام اوعى تصدقي ها
ضحكت من قلبي من اعماقي حسيت اني اول مرة اضحك ضحكت وضحكت وضحكت مش عارفة ليه ولا على ايه مغازلتو وخفة دمو مزيج رائع بيخليني اطلق ضحكات تمتد الى اعلى الافق ....من شدة ضحكي ادهم برضو بقى بيضحك وكذلك فريدة بالرغم من احزانها فما اجمل ان تخفي احزان غيرك بمزحة او طرفة شعور لا يضاهيهي اي شعور اخر ....ابتسامات الاصدقاء اغلى ما في الكون يتبادلاها باريحية ومحبة فليس هناك مواقف الذ منها....
-بيري:ها يا هبة تحبي تسمعي ايه واحنا نشغلهالك
-اممم (بصيت لادهم بتأمل فرأيت عيناه تحمل كل نغمات الحب ومقطوعات الموسيقا واوتار العشق يحمل في انسانه الام العشاق ووصال الاحبة ليت ان القي اغنية تعبر عنك وعني لا اجد) والله ممكن تشغليلي خدني معك بحبها جدا
-اوكي حالا
صدح صوت العملاقة سلوى قرطيب بصوت قوت طاغي كطيور الكروان نسيمه يعتل السماء ويملأ الارجاء دفئ :(خدني معك على درب بعيد .....مطرح ما كنا ولاد صغار.....دفي ربيع بشمس جديدة نسيني يوم الصرنا كبار ....نسيني يوم الصرنا كبار ...خدني معك ...خدني ودفيني نسيني يوم الصرنا كبار ...عتب الهوى خبي وخبيني واتركني ضيع بقلب ونهار ....قول للهوى يا هواي نسيني.... نسيني يوم الصرنا كبار)
ما اروع ان تعبر عنا الاغاني وتروينا بلحنها وعزوبة كلماتها كل معاني الحب ....الاغنية دي كل ما بسمعها بتطربني وبتغلغل جوايا بس النهاردة طعمها مختلف دي احيت بداخلي رونق سامي واشعلت جوايا حنين للماضي غير عادي صنعت جوايا اشتياق قوي للحظات مضى عليها سنين ......
-بس تصدقي يا هبة ان فستانك جميل جدا...وانتي كمان جميلة اووي
-ابتسمت بكسوف واجبت بمداعبة:ايه دا انتا بتعاكسني ولا ايه عيب هكلم ماما
-ضحك بقوة كأنه استذكر ذاك الموقف:هههه الهبلة صدقت توء...توء...تعيشي وتاخدي غيرها
ضحكنا مجددا وتشابكت ايدينا بحرارة وتلاقت ابتساماتنا من جديد .....فذكرياتنا لا تزال حية يقظة بداخلنا نتذكرها في كل حين .... فحب الطفولة نقى يشع بالبراءة يتوهج بالكلاسيكية العذبة وينعمنا بالقوة والدفء لمجابهة اي صعوبات..... فعلمت حينها انك كما كنت وانني كما كنت وفريدة كما هي وعرفت انه لم تذبل وردة ماضينا بعد ولم تجف اوراق صداقتنا بعد بل لا زالت موجودة وستخلد الى الابد.....
تعليقات
إرسال تعليق